> مقالات

العرب .. قلباً واحداً ..

كتب : خليل العريان |
  العرب .. قلباً واحداً ..


كان العرب قديماً يعتمدون علي الرعي والبحث عن العشب ولا يملكون سوي خيمة ينتقلون بها في الصحراء من مكان لآخر، ورغم ذلك كانوا يستقبلون الضيف ويكرمونه ثلاثة ايّام في اعرافهم وتقاليدهم دون ان يسألوه عن اسمه او هويته او دينه او عقيدته ويقدموا له أفضل ما يملكون من الطعام، ويجعلونه يشاركهم مجالسهم لذلك عرف واشتهر العرب في تاريخهم بالكرم. 
واليوم أصبحت القلوب شتى تنظر للون وتسأل عن الجنسيه وتدقق باللهجة اذا كانت محليه أو مستوردة، وأصبح البعض يفتخر بانه يتحدث الانجليزية والاسبانيه ويتدلع بالفرنسية .. ومن المفترض اننا احفاد هؤلاء القوم الذين عمروا الصحراء وجابوا البحار ورحبوا بالضيف الكبير والصغير وفتحوا الحدود قبل البيوت.
ان ما يتعرض له وطننا العربي الكبير من تمزيق وحروب جعل الأعداء ينتصرون لان قلوبنا متفرقة، ونعيش في حارة " كل من أيده له" ولا استغرب كيف أصبحت القدس عاصمه للكيان الصهيوني ونحن نحارب بَعضُنَا البعض .. كيف لا ينتصر الكيان الصهيوني وعددهم لا يتجاوز الثمانية مليون نسمة علي أمة عربية مليارية تعيش من المحيط الي الخليج .. ان السبب من وجهة نظري يكمن في اننا تركنا العدو الحقيقي وأصبحنا نقاتل بَعضُنَا البعض أصبحنا ننظر لاخواننا بأنهم سبب اختلال التركيبة السكانية، وصلنا للاسف الى مرحلة عندما يتعارك فيها طفلين في الشارع من جنسيتين مختلفين تحدث ازمة دبلوماسية بين الدول .. 
كم كنت اتمني ان ننظر للأمور من منظور أننا اخوة ولا نزيد فوهة البركان اتساعاً بيننا مهما اختلفنا ونطبق القانون على انفسنا قبل ان نطالب بتطبيقه على غيرنا، يجب من وجهه نظري ان نوقف التراشق في مواقع التواصل الاجتماعي وان نكون شعوبا عربية واعيه مدركه لما يحدث من حولها والمخطط الكبير الذي يهدف من خلاله الأعداء لازالة العروبة من قلوبنا ومسح اوطاننا من الخريطة .. 
وفِي الختام اتمنى ان نتجاوز الفئوية الموجودة لدينا لكي نستطيع اعادة امجادنا كعرب، ونعيش بمفهوم ان بلادنا بلاد العرب، وجميعهم محل تقدير واعتزاز ونرحب بهم بيننا اخوة لنا ...
من وجهه نظري الشخصيه المتواضعة اذا أراد العرب ان يعيدوا فلسطين عربيه ويحافظوا على الاطلال والاهرامات الباقية، فليضعوا حداً لمشاعر الكراهيه والحقد والحسد الموجودة في قلوبهم تجاه أخوانهم ويجعلوا هذا الوطن من الخليج الى المحيط .. قلباً واحداً.

خليل العريان
14/12/2017

عدد الزيارات : 1182 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق