> مقالات

فلم البعبع الإيراني الكوري


فلم البعبع الإيراني الكوري

من يتابع الاحداث العالمية خلال الأشهر القليلة الماضية يجد ذات الفيلم السنيمائي يعرض ولكن بلغات متعددة، ففي الشرق الأدنى أو الأقصى كما يسميه البعض نجد كوريا الشمالية وهي الدولة الفقيرة نوعا ما، تقوم بإثارة البلبلة والرعب بين جيرانها من خلال اطلاق الصواريخ في عرض البحر ويستخدم رئيسها المغامر منصات الاعلام لإطلاق التهديدات العشوائية لإخافة الدول المحيطة، كما ونجد ذات السيناريو يتكرر ولكن بطريقة أخرى في الشرق الأوسط حيث تقوم ايران ومن خلال بعض المنظمات بزعزعة الامن في المنطقة، وكل ذلك يصب في مصلحة جيوب أصحاب شركات السلاح في العالم والولايات المتحدة الامريكية تحديدا، فاكثر سلعة لاقت رواجا خلال السنوات القليلة الماضية كانت السلاح.

ونعلم جميعا بأن الرئيس الأمريكي رونالد ترامب عندما دخل الي البيت الأبيض كانت اجندته الوحيدة هي تفريغ جيوب الدول من مدخراتها المالية وشفط حساباتها البنكية وتحويلها الى الولايات الامريكية وذلك ما يحققه بنجاح، فإيران وكوريا الشمالية تلعبان ذات الدور في منطقتيهما وتحولهما الي مناطق ملتهبة مما يجعل جيرانها تلجأ الى خيار وحيد وهو شراء لأسلحة.

ومن وجهة نظري الشخصية ومهما عملنا لن نستطيع ان نبعد إيران عنا بسبب موقعها الجغرافي، ولن تستطيع هي ازالتنا من الخريطة، فالدول ليست منازل يتم استبدالها حتى وإن كان الجار مؤذ او صاحب مشاكل، ولذلك وحيث ان اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي سيعقد خلال أيام قليله في دولة الكويت وعلى أرض الصداقة والسلام فإننا نرجو أن يكون هناك تغيير جذري لاستراتيجياتنا كدول في التعامل مع الملف الإيراني، وتحويل المنطقة من منطقة ملتهبة الي منطقة مستقرة عنوانها السلام فنحن نستطيع ان نمد أيدينا بالسلام لإيران وتحويلها من عدو دائم الي صديق، فالحروب لا تخلف الا الرماد الذي يعلمنا التاريخ ماذا فعلت بالدول وكيف حولتها من حضارات عظيمة الي اطلال بالية قديمة.

نستطيع ان نستثمر تريليونات الدولارات التي تُشتري بها الأسلحة ببناء المصانع وإعمار أوطاننا لكي ينعم بها أبناء دول مجلس التعاون والمنطقة فكفاية ما صرف على الحروب من مبالغ خلال الأربعين سنة الماضية ويجب أن نحافظ على المتبقي منها..

يجب ان يكون السلام عنوان المرحلة القادمة وان نحول البعبع الإيراني الي صديق دائم، فالتنازلات في عهد السلم اقل تكلفة منها على طاولة المفاوضات بعد الحرب لا سمح الله.


عدد الزيارات : 1986 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق