تشهد تركيا حالياً ما يمكن وصفه بالتعبئة الشاملة ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفيما تكفل الرئيس رجب طيب أردوغان بتصعيد الخطاب السياسي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، تبعه في ذلك مختلف القيادات السياسية والأحزاب، وشاركت معظم اطياف الشعب التركي في التحركات المتواصلة رفضاً للقرار الأميركي. وفي هذا الإطار، تحدى مئات الآلاف أمس الطقس السيئ وخرجوا في تجمع جماهيري حاشد في إسطنبول، تحت شعار «القدس للإسلام».
ولليوم الخامس على التوالي، تواصلت امس التظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية، في عدة ولايات تركية، تنديداً بقرار واشنطن.
التحركات في الشارع التركي انتقلت أيضاً الى ملاعب كرة القدم، حيث دخل لاعبو الفرق التركية الملاعب قبل انطلاق مبارياتهم السبت رافعين لافتات كتب عليها «القدس خط أحمر». هذا إضافة إلى ترديد الجماهير هتافات مناصرة للقدس الشريف ومنددة بقرار الرئيس الأميركي.
وأمس وصف الرئيس الترك إسرائيل بأنها «دولة إرهابية تقتل الأطفال»، مؤكداً أنه «سيناضل بكل السبل» ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للدولة العبرية.
وقال أردوغان في خطاب ناري في سيواس (وسط) ان «فلسطين ضحية بريئة (…) أمّا إسرائيل فهي دولة إرهابية. نعم، إرهابية»، مضيفاً «ان القدس نور عيوننا، نحن لن نترك القدس إلى مرحمة دولة تقتل الأطفال».
وأضاف أردوغان الأحد «سنناضل حتى النهاية وبكل السبل» ضد القرار الأميركي، مذكراً بأن قمة لمنظمة التعاون الإسلامي ستعقد الأربعاء في اسطنبول.
وأكد أنه خلال هذه القمة «سنظهر أن تطبيق هذا الإجراء لن يكون بهذه السهولة».
ووضعت خلف أردوغان الأحد صورة قدمت على أنها لفتى فلسطيني من سكان الخليل في الضفة الغربية المحتلة، يقتاده جنود إسرائيليون وقد عصبت عيناه.
وعلق الرئيس التركي مشيراً إلى الصورة «انظروا كيف يجر هؤلاء الإرهابيون هذا الفتى ابن الـ14 عاماً».
والسبت، عرض أردوغان خريطة توضيحية لمراحل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال كلمة ألقاها في أنقرة. ودعت الحكومة التركية أمس الدول الاسلامية الى «المضي أبعد من الادانات» في قمة منظمة التعاون الاسلامي التي ستعقد الاربعاء.