حرية النقابات في وطن الحريات

عندما كان أصحاب رؤوس الأموال من الاقطاعيين يسيطرون علي مفاصل دولهم في العهود الماضية وكانوا يستغلون الطبقة العاملة لتنفيذ مآربهم مستخدمين جميع الوسائل المتاحة لظلم العمال، لديهم معتمدين علي حاجه العمالة لهم كأصحاب رؤوس أموال وارباب اعمال من هنا جاءت الانطلاقة للنضال النقابي في أواخر القرن الثامن عشر لتولد اول نقابة في العالم في بريطانيا لتكون خط الدفاع عن حقوق الطبقة الكادحة العاملة، ومن هنا جاء اسم "النقابة" والتي تعني باللغة أيضا الرئاسة فهناك نقيب للأطباء ونقيب للمحاميين، كما وتظهر النقابة بأشكال وأسماء أخرى مثل "الرابطة" او "الجمعية" او "الإتحاد" وهو تجمع لأصحاب مهنه واحدة تحت مظلة هدفهم منها حماية حقوقهم.

وكانت الكويت سباقة في دعم العمل النقابي حيث نصت المادة 43 من الدستور على "حرية تكوين الجمعيات والنقابات علي أسس وطنية وبوسائل سلمية مكفولة وفقا للشروط التي يحددها القانون"، ولقد ترجم ذلك في قانون العمل في القطاع الأهلي رقم 38 لسنة 64 والمادة 98 من قانون العمل الحالي رقم 6 لسنة 2010.

وتعتبر مختلف النقابات العاملة هي خط الدفاع عن حقوق وحريات العمالة في القطاعين الخاص أو الحكومي، والنقابة هي المطبخ السياسي الذي يترجم طموحات وحاجات الطبقة العاملة الي مشاريع قوانين يتبناها أعضاء مجلس الامة، والذين هم بحاجة الى ملامسة جميع الاحتياجات والمشاكل التي يعاني منها الموظفين في جميع القطاعات ليحولوها الى قوانين فاعلة تحمي حقوقهم.

ان من أهم اهداف انشاء النقابات هو تطوير بيئة العمل وتحسينها لكي تساعد علي رفع توفير بيئة مناسبة تعمل على رفع مستوى الإنتاجية لدى الموظفين بشكل عام، ويجب على جميع المسئولين والقياديين في الدولة دعم عمل النقابات العمالية سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام، وتقديم جميع الوسائل والامكانيات المتاحة لضمان نجاح عملهم، واستغرب من بعض المسئولين والوزراء الذين اقسموا على احترام الدستور والذود عن حريات الشعب في وقوفهم ضد النقابات وتهديد أعضائها ومحاربتهم لها، وتضيق الخناق عليهم وكأننا نعيش زمن الاقطاعيين.

ونجاح النقابات بحاجة الى مساحة واسعة من الحرية والتعبير عن الذات ولا مانع من منحهم "الحصانة النقابية"، فهم يمثلون الطبقة العاملة من الموظفين، ولابد من تسهيل عمل النقابات بل ومنح الأعضاء التفرغ الكامل للعمل النقابي والدعم المادي لهم حتي تتمكن من أداء اعمالها ومهامها بالشكل المطلوب والذي سينعكس إيجابا على الكويت وطن الحريات ..