"الاعلام الكويتي .. في سبات عميق "

من منا لا يعشق رعاه البقر "الكاو بوي" ويكره الهنود الحمر المتخلفين القساة المتعجرفين، كيف لا وهم من اعتاد على سلخ الرؤوس، فذلك ما رسخه في رؤوسنا الاعلام المضلل حيث انه صور "الكاو بوي" بأنه الحمل الوديع رغم الأسلحة والبنادق السريعة التي يستخدمها لقتل الهنود الحمر الذين يدافعون عن أنفسهم وأرضهم، واستطاع ذلك الاعلام ان يجعلنا نصفق للمحتل ونكره أصحاب الحق.

ان منصات الاعلام تستطيع ان تتلاعب بالحقيقة باستخدام أدواتها لإقناع المشاهد بان الضلال هو الصواب، وذلك ما حققته قناة الجزيرة وغيرها من القنوات في تفوقها على قنواتنا الرسمية المحلية وحتى الخاصة لأن قنواتنا تبث برامجها من العصور الوسطى، على الرغم من المبالغ الضخمة التي تهدر على برامج ومسلسلات أغلبها هابطة لا ترتقي بمستواها لتمثل الاعلام الرسمي لدولة الكويت أو دول الخليج والذي يجب ان يكون افضل مما يعرض اليوم في قنوات التلفزة والفضائيات، وكم كنت اتمني ان نسير قنواتنا على نهج قناه وإذاعة ال "بي بي سي" فهي علي الرغم من انها مؤسسة حكومية الا انها تعمل بلغات مختلفة ومصداقيه عالية وشفافية وطرح متزن جعل برامجها تصل الى جميع انحاء المعمورة.

يجب ان تتعلم الكويت من تجارب الدول التي سبقتها في المجال في رفع مستوي البرامج المقدمة في الاعلام سواء المرئي أو المسموع، واستغلال منصات الاعلام لنشر الثقافة التي تتناسب وطموحات المواطنين وتكون فعلا تلك المنصات وسيلة للربط ما بين المواطن والحكومة، ويجب الاهتمام بالبرامج السياسية والبرامج الحوارية، وأن يكون الاعلام الرسمي هو السباق في نشر الاخبار، والتركيز على برامج تلقي الضوء على الاصلاحات الاقتصادية الهامة القادمة وقانون الضريبة المضافة وشرحها وتبسيطها للمواطنين فهم شركاء في النجاح، ولا نعيد تجربة قرار رفع أسعار البنزين المفاجئ وما صاحبه من استنكار أدى لحل المجلس ..