ضاع الحلم .. يا الحكومة

يعشق الكثيرون السفر وركوب الطائرات لما فيها من منافع عديدة وتجمعنا المطارات أحيانا كما هي الحياة بالصدف الجميلة، قبل فترة وبعد سنوات طويلة التقيت بالصدفة بزميلين من المدرسة في المرحلة الثانوية، وهؤلاء الزملاء كانا من عباقرة القسم العلمي والذين يطلق عليهم جيل اليوم لقب "مصطفي ".

وبعد السلام وطيب الكلام عرفت بأنهما اتجها بعد الجامعة للعمل في القطاع الحكومي أحدهم مهندس والأخر في الإدارة المالية، وتحدثنا كثيرا عن احلامنا وما حققناه منها وما لم نحققه .. فلقد كانت الاحلام كبيرة والامال عريضة، ولكن الخلاصة ان العمل الحكومي قضي عليها بسبب الروتين والبيروقراطية والواسطة المشهور بها، وأصبح العمل بالنسبة للزملاء وللكثيرين من الشباب الطموح مجرد الحضور صباحا لإلقاء التحية على جهاز البصمة وتوديعه بمشاعر جياشة في نهاية كل يوم عمل مثل طابور الصباح وجرس الهدة.

ان الحكومة الكويتية كريمة جدا كما الأب الذي يدلل ابناءه ويعودهم على الراحة والكسل وعدم اتقان العمل أو انجازه، ويقابل ذلك الاجر الوفير والبدلات والكوادر، وعندما حدثت الازمة الاقتصادية واجهت الحكومة مشكلة المسرحين والبطالة التي بدأت بالارتفاع بمزيد من التعيين في أي مجال ووظيفة وتكدس للموظفين خلف المكاتب الوثيرة وان كانت الوظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم الدراسية وللأسف ذلك الدلال لا يصنع الرجال الذين يعمرون الأوطان.

يجب ان تكون الكويت 2035 مختلفة فالتحديات كبيرة، ولابد من استغلال الطاقات الشبابية الوطنية فالكويت مجتمع شبابي واعي مدرك لمسئولياته واغلبية المواطنين من الشباب، ويجب أن توقف الحكومة دلالها وتعيناتها الغير مدروسة اذا ارادت تحقيق رؤية 2035 ، ونحن بحاجة فورية الي إعادة هيكلة القطاعات الحكومية والاستغناء عن الوظائف والمهن الغير مطلوبة، ووضع خطة والية واضحة لتقليص اعداد الوافدين في القطاع الحكومي، كما ويجب إيقاف النهج الحالي المتبع في التوظيف والابتعاد عن دغدغة المشاعر والتكسب السياسي بتصريحات عن الاستغناء عن بعض الوافدين التي يطلقها بعض الوزراء ولا يلحقها بنشر احصائيات حقيقية ودقيقة عن الذين سيتم الاستغناء عنهم وما هي مسمياتهم الوظيفية ورواتبهم.

اننا نعاني من البطالة المقنعة وتلك البطالة هي السبب الحقيقي في قتل طموح واحلام الشباب فالحكومة تصرف الكثير على التعليم وكذلك يفعل أولياء الأمور فالطفل عندما يولد يكون حلم والديه بان يشارك ويساهم في بناء الكويت الحبيبة وان يتركوها أمانه لديه ليحافظ عليها، ولكن ذلك المستقبل سيضيع عند جهاز البصمة وفقدان الرؤية.