> مقالات

دخول الوزراء السابقين وأعضاء مجلس الأمة السابقين لمجلس الأمة بإذن مسبق!

كتب : د.محمد الدويهيس |
دخول الوزراء السابقين وأعضاء مجلس الأمة السابقين لمجلس الأمة بإذن مسبق!

الجزء الثاني
ذكرت بالجزء الأول من هذا المقال أنني سأتطرق لبعض التبريرات والأعذار التي يسوقها المدافعون عن مجلس 2013 لمنع الوزراء وأعضاء مجلس الأمة السابقين من الدخول للمجلس إلا بإذن مسبق!
لذا قد يخرج لنا البعض سواء من أمانة المجلس أو رئاسته أو مكتبه أو أحد الأعضاء الحاليين كالعادة وينفي اصدارالتعليمات لحرس المجلس بمنع دخول الوزراء والأعضاء السابقين، أو يبرر البعض هذا التصرف بأن هناك سوء فهم للموضوع أو تحريفاً في نقل التعليمات والمعلومات، أو بأنه من عمل ودسائس بعض قوى المعارضة، أو من  فعل أحد الأعضاء السابقين الناقمين على مجلس 2013 الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز للتقليل من انجازات المجلس! وربما يحاول البعض الآخر من  المدافعين عن المجلس الحالي  اقناعك بأن  هذا الاجراء العقيم يعود للظروف الأمنية الحالية التي تتطلب اتخاذ مثل هذه الاجراءات المتشددة!
ولجميع هؤلاء المدافعين والمبررين لقرار «مجلس السنن الحميدة نقول: لقد تم بالفعل إعطاء تعليمات للحرس بعدم السماح للوزراء والأعضاء السابقين وليس هناك سوء فهم في نقل المعلومات أو التعليمات بدليل أن جميع الحرس عند البوابات الثلاث للمجلس قد ذكروا ذلك وأفادوا بعدم الدخول !! أما من يبرر ذلك لأسباب أمنية  فقد مرت الكويت بظروف أكثر حساسية من الظروف الحالية ولم يتخد رؤساء المجالس السابقة مثل هذا الاجراء البوليسي مع عامة المواطنين فما بالك بوزراء وأعضاء مجلس أمة مشهود لهم بالوطنية والحس الوطني. بل أن هذا الاجراء حسب ما وصل إلينا من معلومات مؤكدة مقصود به بعض أعضاء مجلس الأمة السابقين ولكن لا يستطيعون ذكرهم بالاسم حتى لا ينكشف المستور، ويبرز سوء التصرف والحسد وقصر النظر والعنصرية البغيضة المستترة في النفوس وتحت البشوت!!
ليعلم الجميع أن حرية التنقل قد كفلها الدستور،روإن حاول البعض في الوقت الحاضر تجيير حضور «بيت الأمة»، لخدمة  مصالحه الشخصية الآنية، فإن مجلس الأمة و قاعة «عبد الله السالم» ستبقى في قلوب كل الكويتيين الأحرار، رمزا للحرية والشموخ في «وطني وطن النهار» وليس  فقط للوزراء السابقين وأعضاء المجلس السابقين بل لكل كويتي حر وشريف.
ويجب أن نؤكد للجميع أن مجلس الأمة ليس حديقة عامة مفتوحة لكل من هب ودب . ونحن لسنا ضد أي تنظيم لعملية دخول المجلس لما فيه مصلحة الكويت ومصلحة السلطتين التنفيذية والتشريعية، بل أننا ندعم  عملية  تنظيم الدخول للمجلس بقوة، ولكن عندما تتم هذه الاجراءات بتحيز وكأن الوزراء أوالأعضاء السابقين  خطر أوغير مرغوب فيهم، هنا يشعر الإنسان الحر والوطني الشريف بالإهانة وعدم التقدير والاحترام، وبأن هناك نوعاً من الاصطفاف الأعمى والبغيض يمارس من قبل السلطة التشريعية بالدولة، هنا وهناك تكمن الطامة الكبرى والتي تجعل المواطن يشعر بالحزن والأسى لما آلت إليه الحال بعد أكثر من نصف قرن على الحياة الديموقراطية بدولة الكويت!
إن الاعتراف بالخطا يعتبر من الشجاعة الأدبية ومن شيم الرجال والحكماء والعقلاء، أما العناد والاستمرار في الخطا فإنه قصر في البصر والبصيرة، فمتى ينتهي هذا التخبط وسوء الادارة والغطرسة بالتعامل مع مواطنين ورجال افنوا حياتهم من أجل الوطن والمواطنين ، فهل يرجع هذا المجلس وإدارته عن مراوغتهم ومناوراتهم السياسية المكشوفة، ويشعر الأعضاء والوزراء السابقين بأنهم معززون ومكرمون في بلدهم كما كانت الأمور بالسابق!وهل يملك المجلس الشجاعة الأدبية للرد الصادق  والأمين على هذا المقال؟! وهل تملك رئاسة المجلس وأمانته شيم الرجال والحكماء والعقلاء ويتم الاعتذارعن سوء القرار وسوء تصرف أمانة المجلس؟! أم يستمر المجلس ورئاسته في إنكار  الواقع  والواقعة ويتم تجاهل الموضوع؟! وهل يعمل المجلس بكل ما أوتي من سلطة ونفوذ على طمطمة الموضوع والتقليل من أهميته؟! وإلى متى نعيش مع تصرفات هذا المجلس وقراراته المتسرعة «وسننه الحميدة»؟! وهل حكم علينا أن نتجرع على مضض هذه «السنن التعيسة» حتى نهاية عمر مجلس 2013؟! الأيام القادمة هي الكفيلة بالاجابة عن هذه التساؤلات.
لا أعتقد بأن  أمانة المجلس تستطيع الرد على هذه التساؤلات لقناعتي بعدم كفاءتها الادارية!! وكذلك أشك بأن  رئاسة المجلس  ترغب في فتح هذا الموضوع الحساس والذي سيثير غضب الوزراء السابقين وأعضاء المجالس السابقة  خاصة في الوقت الذي يتم العمل والاستعداد  والتجهيز فيه للانتخابات الرئاسية القادمة!!
أتمنى أن يتم الإجابة عن الأسئلة السابقة  من قبل  مكتب وأمانة المجلس ورئاسته حتى لا أصاب بخيبة أمل تقتل روح التفاؤل وتجعلني اشك في رجال كنا نعتقد أنهم راشدون!!
ودمتم سالمين

عدد الزيارات : 1647 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق