> مقالات

مبادئ الدين والعلم التنموية ورجعية الحكومة

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
مبادئ الدين والعلم التنموية ورجعية الحكومة

في دولة مثل دولة الكويت تتمتع بمخزون نفطي هائل وبالوفرة المالية وتمتاز بصغر الحجم وبقلة عدد أفراد الشعب لا يمكننا أن نتصور هذه الدولة إلّا أنها جنة الله في الأرض و أن مواطنيها يعيشون أعلى قمم الرفاه، لكن مع الأسف نجد أن حكومة هذه الدولة الغنية والصغيرة حجماً وشعباً لا تملك أي مشاريع حقيقية لتطوير البلد ولا أي خطة لرفع مستوى مواطنيها المعيشية، فهي لا تعرف ماذا تفعل بالفوائض المالية في وقت الرخاء ولا تعرف من أين تسد عجز ميزانيتها في وقت الشدة، فعندما كان سعر برميل النفط يفوق المائة دولار لم تقم بمشاريع لتنويع مصادر الدخل والتنمية المستدامة حتى لا يكون اعتمادها الكلي على النفط الذي أدى انخفاضه اليوم لكارثة اقتصادية، و بعد انخفاض سعر البرميل ها هي تتخبط يميناً و شمالا، فلا تدري هل تسد عجز ميزانيتها بتخفيض رواتب المواطنين بما يسمى البديل الاستراتيجي أم تحرمهم من العلاج بالخارج مع عدم تجهيزها لمستشفياتها المتهالكة أم تمنع طلبة العلم من الابتعاث للخارج أم ترفع الدعوم عن الماء والكهرباء والبنزين في حين تعد الكويت من اكبر الدول المصدرة للنفط بالعالم، كل هذه السلبيات سببها عدم وجود دراسات وخطط تنموية تهدف لتطوير البلد على المدى البعيد وخطوات احترازية لتجنب الأزمات والظروف الطارئة ، بل إن ما تمتاز به حكومتنا هو أنها تنظر تحت أقدامها فتنتظر وقوع الكارثة حتى تتخذ إجراء فوري وبعد أيام تكتشف انحراف هذا الإجراء فتتراجع عنه .. وها هو حال البلد لم يتغير منذ خمسة وعشرين عاما .
ربما تكون أسباب هذا التخلف وهذه الرجعية هو أننا نتعامل مع الدين على أنه مجرد شكليات والعلم أنه تحصيل حاصل فنوكل مهمة تطوير البلد إلى أشخاص أكل الدهر عليهم و شرب لمجرد أنهم محسوبين على الحكومة ونترك العلماء في بيوتهم، فلو أردنا استغلال الدين لخدمة المجتمع لوجدنا أن هناك مئات النصوص التي تعلمنا كيفية إدارة الأمور وتنمية المجتمع منها ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب "ع" حين قال "قليلٌ تدوم عليه خيرٌ من كثير ملول" واذا تمعنّا بهذه العبارة الشريفة لوجدنا فيها درساً متطوراً مضمونه أن التنمية لا تقوم دفعة واحدة بل يجب أن تبدأ بالقليل المستمر فتتزايد لحين الوصول للقمة المنشودة ، و لو نظرنا للدول البعيدة عن الدين لوجدناها وصلت للقمة بالنظريات العلمية .. من ذلك مثلاً مبدأ "كايزن" للعالم الياباني "تاييشي أوهونو" الذي يتحدد بأفكار مبسطة تقوم على التحسين المستمر بإحداث تغيير بطئ في العمل و لكنه مستمر، و لو كانت حكومتنا قد قامت بالتحسينات البطيئة المستمرة منذ التحرير، كما ورد بالدين والعلم، لكانت اليوم تفوق دول العالم بالتطور، لكن أين نحن من الدين؟ وأين نحن من العلم؟ ومتى نستغل امتيازاتنا لتطوير بلدنا و أنفسنا؟
والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 3189 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق