> محليات

فيلكا.. جزيرة عريقة ومعلم بارز في حياة الكويتيين قديما


فيلكا.. جزيرة عريقة ومعلم بارز في حياة الكويتيين قديما


تغنى الكويتيون بجزيرة فيلكا ووصفوها ب"أحلى الجزر" في دلالة على حبهم وارتباطهم بها حيث شكلت معلما بارزا في حياة أهل الكويت قديما وما تمثله من ارث حضاري وتاريخي يعود الى اكثر من 3000 عام قبل الميلاد.
 
وتقع جزيرة فيلكا في الجهة الشمالية الغربية من الخليج العربي على بعد 20 كيلومترا من سواحل مدينة الكويت وتبلغ مساحتها الإجمالية 43 كيلومترا مربعا ويمتد شريطها الساحلي الى 38 كيلومترا.
  
واحتضنت (فيلكا) حياة اجتماعية شعبية بجميع تفاصيلها وشكلت موطن استقرار بشريا فهي الجزيرة الكويتية الوحيدة المأهولة بالسكان منذ أن اتخذها الاسكندر المقدوني محطة رئيسية له في هذه المنطقة.
 
وتمتلك (فيلكا) عوامل أهلتها لذلك منها توافر المياه العذبة من الامطار أو الآبار الجوفية وخصوبة ارضها لزراعة أنواع كثيرة من المحاصيل كالحنطة والشعير والبصل والبطيخ والجزر والعدس.
 
وكانت الجزيرة موطنا لانواع مختلفة من الحيوانات التي تكاثرت فيها مثل الغزلان والخيول والأبقار فضلا عن كونها محطة مرور للعديد من الطيور المهاجرة.
 
وتعد الجزيرة مركزا تراثيا وحضاريا عالميا فريدا لما تحويه أرضها من مواقع أثرية تمثل حقبا تاريخية تمتد الى ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد حيث كانت حلقة وصل بين الممرات التجارية والثقافية لحضارات شمال الخليج العربي وجنوبه وتحتوي على 45 موقعا أثريا.
 
وفي هذا الصدد قال الباحث في التراث والمؤرخ الكويتي خالد الأنصاري لـ (كونا) اليوم الخميس إن العائلات التي سكنت فيلكا منذ القدم كثيرة وتعود معظمها إلى قبائل عربية معروفة هاجرت منذ القدم من أواسط الجزيرة العربية ومن شرقها.
 
وأضاف الأنصاري أن العديد من سكان الجزيرة احترفوا مهنا متنوعة أبرزها الزراعة وصيد الأسماك والغوص بحثا عن اللؤلؤ مشيرا إلى أن فيلكا كانت تضم العديد من الموانئ و(النقع) القديمة التي ترسو عندها سفن الغوص والصيد في حين كانت سفن الأسفار البعيدة (البوم ) تقف على مسافة قريبة من الساحل.
 
وبين أن عام 1961 شهد إنشاء أول مرسى لسفن نقل الركاب والبضائع في الجزيرة مشيرا إلى أنه بعد سنوات من ذلك أنشأت شركة المشروعات السياحية مرسى أكبر قامت باستخدامه لتسيير العبارات.
 
وأشار إلى أن الجزيرة تميزت بكثرة وجود (حظور) صيد الأسماك وهي وسيلة قديمة ومعروفة لصيد السمك لافتا إلى أن العديد من أهالي فيلكا كانوا يمتلكون تلك (الحظور) وفي جهات مختلفة من سواحلها.
 
وعن التواصل بين أهالي فيلكا وسكان مدينة الكويت أفاد الأنصاري بأن الكثير من العائلات الكويتية اعتادت على زيارة الجزيرة خاصة في فصلي الربيع والصيف إذ أن البعض لديهم أقارب ومعارف هناك والبعض الآخر يزورها للنزهة والتعرف عليها.
 
أما العلاقات التجارية فقد أوضح أنها موجودة منذ زمن بعيد حيث كانت السفن الشراعية تنقل منتوجات الجزيرة الزراعية مثل الجزر والخضراوات والبطيخ وغيرها إلى أسواق الكويت إضافة لنقل الأسماك لاسيما (الزبيدي) إلى سوق السمك في الكويت حتى أواخر الخمسينيات.
 
وحول امكانات الجزيرة واستغلالها ذكر الأنصاري أن فيلكا تمتلك شواطئ رملية ممتدة على سواحلها كما أن أغلب أراضيها طينية وصالحة للزراعة علاوة على ما تمتلكه من ثروة سمكية.
وفي الجانب السياحي قال الأنصاري إن الجزيرة فيها حدائق ومنتزهات على امتداد شواطئها فضلا عن كونها قريبة من جزيرتي مسكان وعوهة مشيرا إلى إمكانية الربط السياحي فيما بينها.
وفيما يخص التنظيم العمراني للجزيرة قديما أشار إلى أن ذلك لم يكن بعيدا عن مثيله في مدينة الكويت من حيث بناء البيوت ونوعية المواد المستخدمة في إنشائها وتراصها مع بعضها البعض وتصميم طرقها وأحيائها.
 
وأضاف أن حياة أهل فيلكا اتسمت بالبساطة والترابط والتعاون فيما بينهم والكفاح من اجل لقمة العيش التي تسد قوتهم اليومي لافتا إلى أنها كانت نموذجا مصغرا للمجتمع الكويتي.
 
وذكر أن أهل الجزيرة يتواجدون بشكل يومي في سوقها الواقع في منتصفها حيث يقع سوق السمك فيها على مقربة منه ويلاصقه من الجهة القبلية المقهى الوحيد علاوة على بعض الدكاكين المنتشرة بالقرب منه.

عدد الزيارات : 906 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق