> تحقيقات ومقابلات

عبد الفتاح العلي.. فارس أمن ترجَّل


عبد الفتاح العلي.. فارس أمن ترجَّل


إلى كم مثل عبدالفتاح العلي نحتاج لكي ننهض بالكويت، في كل الوزارات والإدارات، لا يعمل وفق أجندة الواسطة والمحسوبية، ولا إهمال أو تفريط وإفراط، مسطرته واحدة هي القانون، سلاحه الجهد المتواصل، مواصلا الليل بالنهار، فلا يكل ولا يمل من خدمة الوطن.
 
بعد قضاء ما يقارب 34 عاما، في الخدمة العسكرية بوزارة الداخلية، ستتم إحالة اللواء عبدالفتاح العلي للتقاعد الأسبوع الجاري، حيث عمل وتنقل بين إدارات عدة، ووضع بصمته في كل إدارة عمل بها، خصوصا إدارتي المرور والأمن العام، كثير من الأشخاص أحزنهم سماع هذا الخبر، وأبدى عدد من أبناء الكويت مشاعر حب ووفاء لهذا الرجل، ويتساءل بعضهم عن سر هذا الحب الكبير للواء عبدالفتاح العلي، فوجدت أن السبب هو الإخلاص والتفاني بالعمل، حيث كان يطبق القانون على الجميع من دون تمييز أو تفريق.
 
لا تكاد تخلو ديوانية في الكويت أو منزل من ذكر سيرته بكل خير، وتعداد إنجازاته، فـ«الجنرال» عبدالفتاح العلي، وخلال ما يقارب خمس سنوات ماضية، خصوصا عندما كان وكيلاً مساعداً لشؤون المرور، أعاد لقانون المرور هيبته، فقد كان يتواجد شخصياً في مواقع التفتيش، وفي الحملات الأمنية، بل وفي الشارع أيضا، ليسهم بتحفيز رجاله لتطبيق القانون بحذافيره من دون إفراط أو تفريط، ومازال متفانياً وبنفس النشاط والإخلاص حالياً، وهو الوكيل المساعد لشؤون الأمن العام، وليعلم الجميع أن عبدالفتاح العلي ليس رجلا «أسطوريا» ولا خارقا للعادة، بل رجل بسيط، ولد من رحم هذا البلد، أخلص له وأقسم على تطبيق القانون، برّ بقسمه، فأحبه الشعب، وأصبح اسمه مقترنا بالقانون والإخلاص في تطبيقه وحب الكويت.
 
إننا نحتاج إلى نسخة من عبدالفتاح في وزارة الصحة «العلاج في الخارج»، وكذلك في الرياضة لننهض بها من جديد، ونعيد أمجادها، ونحتاج إليه في وزارات المالية والتخطيط والنفط والكهرباء والتربية.. بل، لماذا لا تكون اختياراتنا في انتخابات مجلس الأمة هكذا، حتى نرتقي بالبلاد، ومع استشهادنا باللواء عبدالفتاح العلي، كونه الرجل المناسب في المكان المناسب، ومع قناعتنا بأن الكويت تضم الكثير من القيادات التي بوسعها أن تكون صورة طبق الأصل من اللواء عبدالفتاح في مختلف المجالات، فلابد أن أتساءل، متى تنجب وزارات الدولة رجلا مثل اللواء عبدالفتاح العلي؟ وهل الوزارات عاجزة عن إيجاد رجل يشابهه في صرامته والتزامه وتعهده بتطبيق القانون؟
 
إن ظاهرة اللواء عبدالفتاح العلي، وليس شخصه فقط، يجب أن نغرسها وننميها في أذهان الأجيال القادمة، ونستنسخ العشرات منها، لنحارب الواسطة والمحسوبية والفوضى والإهمال.
 
وفي الختام، كل الشكر والتقدير للواء عبدالفتاح العلي على تطبيقه للقانون على الجميع دون استثناء، وعلى كل مجهود بذله خدمة لهذا البلد، وإنصافا للحق وأهله.

عدد الزيارات : 2703 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق