خطط التنمية .. سراب

استوقفني خبر قبل أيام أن مدينة كوتشي الهندية على موعد مع إفتتاح أكبر مطار في العالم خلال الاشهر القليلة القادمة يعتمد ذلك المطار على الطاقة الشمسية بشكل كامل  ومن المفترض كما يشير الخبر ان تقوم الخلايا الكهروضوئية من الطاقة الشمسية بتزويد المطار بالكهرباء بالكامل وهو ليس أول مطار أو منشآة يتم افتتاحها لتستخدم الطاقه الشمسية بل سبقتها الكثير من المنشآت في مختلف الدول ومنها الكويت أيضا من خلال معهد الابحاث والذي سمعنا عنه منذ مدة، وتلك هي البداية لإستخدام الطاقة الشمسية كبديل عن الكهرباء التقليدية .. 

إن العالم أيها الأعزاء يعمل على إيجاد بدائل ومصادر للطاقة منذ سنوات طويلة وكما حدث مع الفحم الحجري سيحدث مع النفط، فدوام الحال من المحال، واعتمادنا على النفط كمصدر وحيد للدخل خطأ جسيم ولابد من إيجاد مصادر جديده للدخل عاجلاً أو آجلاً.

إن النفط هو المورد الوحيد الذي يتكفل بسداد ٩٥٪ من مصروفات الدولة منذ سنوات طويلة، ونحن اليوم أكثر حاجة مما مضى الى ايجاد مصادر تدعم بطرق اخرى مبتكرة إيرادات الدولة وتحدث نوع من التوازن .. من يقرأ التاريخ يجد أن دول كثيرة خلال حقبات زمنية مختلفة كانت تقود العالم وإنتهت وأصبحت أطلال وذلك لأسباب كثيرة قد يكون ضعف التخطيط أحد أبرزها ولدينا في الكويت وزارة للتخطيط والتنمية واتمنى بل أرجو أن لا تكون نائمة، فوزارة التخطيط هي العصب الرئيسي ومن المفترض انه يضع خطة للتنمية ويتابعها ويراقب تنفيذها ويراجعها مع مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات ويجب على العاملين في تلك الوزارة نفض مكاتبهم واستخراج الدراسات الموجودة في ادراجهم وتحويلها الى مشاريع حقيقية يتم تنفيذها وليس مجرد وزارة يتم الحاقها بحقائب وزارية اخرى لا تنال قسط من الإهتمام، فموقع الوزارة أمام قصر السيف ومجلس الوزراء دليل أنها الأكثر أهمية اليوم ..

عندما هبط النفط الى دون العشرين دولار خرجت المشاريع من الادراج ووضعت الخطط للاصلاح مثل خطة تطوير الجزر ومدينة الحرير وغيرها وأخشى ان تعود اسعار النفط الى الإرتفاع وتتبخر أحلام التنمية وتصبح سراب وتعود الحكومة الرشيدة لعادتها القديمة ..