> مقالات

غياب القادة واعداد قادة المستقبل

كتب : د.محمد الدويهيس |
غياب القادة واعداد قادة المستقبل

غيب الموت خلال العقدين الماضيين العديد من القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدولة الكويت، فقد فقدت الكويت العديد من الشيوخ والساسة والقادة والرجال المخلصين من الشيوخ والأمراء من أبناء الاسرة الحاكمة وهو ما سوف نشير إليه لاحقا ب “قادة الإمارة والحكم “كما فقدت الكويت العديد من رجالات السياسة والقانون والاقتصاد والقضاء في كل من السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وسوف نطلق عليهم “قادة السلطات الثلاث ” كما فقدت الكويت العديد من الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية البارزة والفاعلة والمتميزة في المجتمع الكويتي وهم ما تعارف عليه بالمجتمع الكويتي بأهل “الحل والعقد” وسوف نشير لهذه المجموعة ب”قادة المجتمع المدني”وهم بطبيعة الحال خارج قادة الحكم والإمارة وقادة السلطات الثلاث وأهل “الحل والقعد ” هم الذين يستمد منهم الرأي والمشورة والدعم الشعبي المطلوب، وكان لهم دور كبير في المجتمع ودور فعال ومهم في ترشيد الكثير من القوانين والمراسيم وقرارات السلطتين التشريعية والتنفيذية و توجيه دفة السياسات العامة على مستوى الدولة.
وقد كان لأراء ولحكمة ولحنكة “قادة المجتمع المدني” دور فاعل في الحياة الاجتماعية والإقتصادية والسياسية بدولة الكويت والتي من أهمها صدور دستور دولة الكويت في عهد أبو الدستور سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه، لذا نجد أن هذه الدولة الصغيرة خلال العشرين عاما مضت قد فقدت العديد من القادة المتميزين في مجالاتهم الهامة والمهمة والرجال المخلصين للكويت وأهلها في المستويات القيادية الثلاثة (قادة الإمارة والحكم وقادة السلطات الثلاث وقادة المجتمع المدني) وكان لهؤلاء القادة دور حاسم في رسم سياسات وتوجهات الدولة وفي نهضة الكويت وتطورها وتميزها في العقدين الماضيين.
وقد تأثرت الكويت كثيرا بفقدان هذه القيادات والشخصيات الوطنية المؤثرة في كيان الدولة والمجتمع الكويتي مما أوجد فراغا واختلالا في العلاقات الطيبة والصادقة بين مكونات المجتمع الكويتي والأسس التي يقوم عليها نظام ومؤسسات الدولة والمفاهيم والمبادئ تقوم عليها دولة المؤسسات التي جاء بها الدستور الكويتي! كذلك ابتعد كثير من المخلصين من أبناء ورجالات الكويت الذين لا يحبون الجدل والجدال في ظل غياب الرؤية الاستراتيجية للدولة في الوقت الذي برز فيه كثير من النشطاء السياسيين في كثير من وسائل الإعلام الحكومية والأهلية والذين بدورهم يهدمون أكثر مما يبنون ويفرقون أكثر مما يوحدون، فهؤلاء النشطاء اصبحوا أداة هدم للدولة ومؤسساتها وللمجتمع الكويتي ومكوناته في ظل فقدان العديد من القادة من الشيوخ والأمراء المحنكين وفي ظل غياب القادة من السياسيين المخلصين وفي ظل ابتعاد قادة المجتمع المدني وكثير من العقلاء والحكماء وأصحاب الرؤى من رجالات الكويت عن المشاركة في ابداء الرأي والمشورة بسبب الفوضى التى خلقها طوفان الناشطين الاجتماعين والسياسيين الجدد! وفي ظل هذه العوامل والظروف والمتغيرات الدولية المتسارعة، عاشت الكويت في دوامة من التردد في كثير من القرارات والقوانين والأخطاء الإجرائية بسبب غياب الرؤية الاستراتيجية وتجاذب أصحاب المصالح الخاصة والصراع بين الأحزاب والكتل والطوائف والقبائل والعوائل للظفر في الجزء الأكبر من كعكة المصالح التي تخدمها وتخدم التابعين لها!!
إنها الفوضى المغطاة بسياسة الإرضاء والتساهل وعدم تعكير صفو أصحاب المصالح والمتسلقين في زمن ابتعاد أو ابعاد أهل الحكمة والحنكة والعقلاء والمتخصصين من أبناء الكويت عن المشاركة في القضايا والقوانين والقرارات المهمة على مستوى الدولة والمجتمع ككل !
في اعتقادي الشخصي أن الوضع الذي وصلت له دولة الكويت من تدني الخدمات وتدهور في كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والسياسية، أمر طبيعي بسبب غياب هذه القيادات المتميزة في الأطراف الثلاثة (الإمارة والحكم والسلطات الثلات وأهل الحل والعقد) بالمجتمع الكويتي!
لذا فإنني أري أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة لتحويل هذه الفوضى والضبابية الى ”فوضي خلاقة” لبناء كويت جديد يقوم على بناء قيادات شبابية مستقبلية من الأطراف الثلاثة؛
١-الاسرة الحاكمة ( الشيوخ والامراء).
٢-أعضاء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
٣-مكونات ومنظمات المجتمع المدني.
إن عملية ”خلق وتكوين وإعداد قيادات المستقبل" ليس بالأمر السهل القيام به ولكن في نفس الوقت ليس من الصعب ايجاد قيادات مستقبلية فاعلة ومتميزة إذا توفرت الإرادة الصادقة والرغبة الحقيقية والإدارة السليمة والدعم من القيادة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
نحن بأشد الحاجة في هذا الوقت لإعداد قادة المستقبل أكثر من أي وقت مضي!! فإذا لم نقوم بذلك بأسرع وقت، فإننا قد ارتكبنا جريمة في حق الوطن والمواطنين والأجيال القادمة.
إن الفراغ الذي تركه هؤلاء الرجال والساسة والقادة العظام لا يزال واضحا للجميع، وأملنا وثقتنا بعد الله سبحانه وتعالى في قائدنا وقائد العمل الإنساني وأبو الدبلوماسية العربية وصاحب الحكمة والحنكة السياسية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح،زحفظه الله ورعاه، بأن يسد سموه مع أبناء الاسرة ورجالات الكويت المخلصين الفجوة التي تركها الراحلون، رحمهم الله جميعا، أملنا كبير بحنكة قائد العمل الإنساني بأن نتجاوز ما مرت وتمر به الكويت من محن واضطرابات إقليمية إلى مستقبل أفضل وأعداد جيل من قادة المستقبل يحقق للكويت وشعبها التنمية والتقدم والازدهار،رفلنكن عونا وسندا لسمو الأمير لتحقيق أمنياته وتطلعاته لكويت الغد كويت الأمن والاستقرار والتنمية بكافة مجالاتها.
ودمتم سالمين
د.محمد الدويهيس

عدد الزيارات : 2388 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق