> مقالات

بين *ضبط* الرواتب بالسالب وإلغاء دعم المواد الأساسية: الكويت بين الاكوادور وCzar!

كتب : د.اميره الحسن |
بين *ضبط* الرواتب بالسالب وإلغاء دعم المواد الأساسية: الكويت بين الاكوادور وCzar!

بعيد الزلزال الكارثي الذي حل في دولة الاكوادور والذي تضررت من جراءه البلاد وتوفي ما ينيف عن 600 نسمه، قرر رئيس الاكوادور رافائيل كورّيا وضع خطة إعمار للدولة تتضمن اصدار سندات دولية للبيع وزيادة الضرائب مؤقتا وبيع الأصول لمواجهة العجز الذي قد يصل من 2-3 مليار دولار جراء الزلزال وانخفاض عائدات النفط في العام الماضي.
وفي مقابل هذه الكارثة الإنسانية، عاشت الكويت الأسبوع الماضي اضراب عمال القطاع النفطي الذي نظمه اتحاد العمال رداً على خطة مستقبلية للدولة نتجت عن دراسة مالية للرواتب تفتق من خلالها ما يعرف بـالبديل الاستراتيجي ذا الثلاثة محاور. كما أن البنك الدولي قدم نتيجة دراسة متأنية للاقتصاد الكويتي جاء في توصياتها ضرورة رفع الدولة دعمها لمواد أساسية في الدولة الصحراوية تشمل الماء والكهرباء والغاز وبعض مواد التموين، حيث بينت الدراسة أن جميع فئات الشعب كثيرة الاستهلاك لهذه المواد لدرجة الاسراف، وفي رفع الدعم إعادة لمليارات الدولة لخزينة الدولة والحفاظ على البيئة إضافة لتحقيق مآرب أخرى.
ما بين الاكوادور والكويت مسافة جغرافية شاسعه تصل إلى 18 ساعة طيران! وفي حين ان الشعب الكويتي بلغ تعداده السكاني أقل من أصابع اليد الواحدة في دولة تستغرق منك قرابة الساعتين للوصول من الحدود الشمالية للحدود الجنوبية بالسيارة عبر تضاريس مسطحة تماما تخلو من أي نهر أو جبل، فإن تعداد الاكوادور السكاني يصل لأكثر من 16 مليون نسمة لدولة تقع تماما على خط الاستواء وتتميز بوجود الأنهار والجبال البركانية والكثير من النباتات والحيوانات الجميلة في بيئة مميزه.
إذا، ما نحن فاعلون؟ هل نتبع خطوات الاكوادور؟ هل نقلل من الرواتب مع انخفاض دافعية الموظفين في العقدين الماضيين؟ أم نحافظ على مستوى الرواتب مع عودة صارمة لتطبيق مبدأ المحاسبة: فمن ينتج يكافأ ولا ينتقص أجره، ومن يتلكأ في أداء واجبات وظيفته لن يتم إغفاله وانما سيتم ارجاعه لجادة الصواب بتطبيق القانون، وان لم يتجاوب..هناك من  ينتظرون الحصول على وظيفته! هل نتبنى السياسة الأمريكية المعروفة بسياسة czar الفعالة؟
إن تحقيق التنمية المستدامة والرفاه وفق الرؤية الأميرية لن يتأتى من خلال فرض إتاوة على الشعب في ظل الغلاء العالمي للسلع الاستهلاكية المستوردة غالبا وتفاوت التركيبة السكانية الاقتصادية للبلاد وفي أجواء الربيع العربي الخانق بانبعاثاته الإعلامية، وإنما المطلوب الانتقال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 لما لها من فائدة كبرى على الجميع وفق شعار: كويت المرحلة.
د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 1824 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق