> مقالات

"عزيزتي المرأة ... لا تنسي نفسك"

كتب : د. نبيله شهاب |

قد تعاني المرأة الكويتية مثل أغلب النساء من كثرة المسئوليات الملقاة على عاتقها أيٍّ كانت حالتها الاجتماعية، ولكل حالة مسئولياتها المختلفة وإن تشابهت جميع الحالات في أهم المسئوليات، فالمرأة المتزوجة مسئولياتها مختلفة وأكثر من الفتاة والمرأة المطلقة أو الأرملة مسئولياتها مختلفة و أكثر من المرأة المتزوجة وهكذا، والمرأة العاملة مسئولياتها مختلفة وأكثر من ربة المنزل والطالبة كذلك لها مسئوليات كثيرة ومختلفة عن الباقين.
ومع وجود هذه المسئوليات وإعطاء المرأة أهمية كبيرة للقيام بها خاصة إن لم يكن هناك من يساعدها في إنجازها، نجدها تنغمس في القيام بهذه الأعمال والمسئوليات على اختلافها وتنسى نفسها أو تترك وقتاً قليلاً جداً لذاتها، على سبيل المثال لو أخذنا برنامجها اليومي لوجدنا أنها لا تعير موضوع الراحة وإسعاد النفس اهتماماً كبيراً فقد يمر يوم أو أكثر وهي لم تجد لها ساعة خاصة لنفسها!! بطبيعة الحال يعتبر هذا التصرف غير مقبول وغير صحي ويسبب للمرأة ضغوطاً نفسية هي في غنى عنها. 
وحتى تستطيع المرأة أن تجد لنفسها وقتاً خاصاً بها يجب أن تبدأ بعملية "تنظيم الوقت" حيث تبدأ بتنظيم القيام بأعمالها ومسئولياتها في إطار الساعات والدقائق، ومن المهم جداً وهي تقوم بذلك أن تقوم بتنظيم "الأولويات"، أي أولوية القيام بالأعمال من حيث الأهمية: الأهم .. فالمهم .. وما قل عن ذلك تضعه جانباً إما أن تؤخر القيام به أو تلغيه أو تطلب من آخرين القيام به.
 وتستطيع للقيام بذلك أن تضع خطة من الأفضل أن تكون "خطة أسبوعية" ولا يمنع ذلك أن البعض يضع خططاً شهرية أو حتى سنوية تبعا لطبيعة العمل والنشاط، وتضع لها الى جانب ذلك "خطة يومية".
وكما وضحنا من المهم أن تختار المرأة لها  يوماً أو نصف يوم  أو حتى ساعات ضمن "الخطة الأسبوعية" تقوم به بالترفيه عن نفسها أو زيارة من تحب التواصل معهم من أقارب أو صديقات أو التبضع أو ممارسة الرياضة وغيره. ومع الكثير من المناسبات الاجتماعية وخاصة في مجتمعاتنا يجب أن تعي المرأة أنها غير ملزمة بالقيام بجميع هذه "المواجيب" خاصة على سبيل المثال في أوقات معينة مثل فترة امتحانات الأبناء أو مرض أحدٍ تكن هي مسئولة مسئولية مباشرة عن رعايته وغيره، وذلك من باب الأولويات وتقسيم الوقت.
أما في "الخطة اليومية" فتقسيم الساعات غالباً لا يكن بالاختيار لان ساعات العمل أو الدراسة محددة بأوقات معينة، لذلك من المهم أن تقوم بتنظيم ما تبقى من ساعات النهار وتحدد كيفية قضاؤها، و تجد ولو ساعة لنفسها كما ذكرنا أو وقتاً محدداً كل يوم ترتاح به وتمارس أنشطة خاصة بها تحبها وتستمتع بالقيام بها، كالرسم أو القراءة أو المشي أو أي رياضة أخرى أو أي عمل آخر بشرط أن يكون باختيارها وغير مفروض عليها، سواءاً قضت هذا الوقت  بمفردها أو مع آخرين.
وقد يساعد المرأة لو عرفت وخاصة من تكون في موضع المسئولية أنه لا يجب أن تقوم بكل الأعمال  بنفسها شخصياً فبعض الأعمال تحتاج منها الإشراف فقط، وبذلك تخفف من الأعباء الملقاة على عاتقها وتترك لنفسها متسعاً من الوقت للقيام بأشياء محببة لها،  ولا يعتبر ذلك بذخاً بل شيئاً مهماً جداً وضرورة ملحة لأن المرأة  بذلك تأخذ قسطاً من الراحة البدنية والأهم الراحة النفسية تبتعد فيها قليلا ومؤقتاً عن كل المسئوليات حتى تعود بكامل نشاطها وهي تشعر بالسعادة لاستكمال القيام بأعمالها ومسئولياتها.
ساعات قليلة من الخصوصية والراحة كفيلة بأن تدخل السرور على قلب المرأة  مما ينعكس بكل تأكيد على كل من حولها، فتصبح أجواء العمل أو المنزل أجواءاً يسودها الحب و الهدوء والرضا والسرور بدلاً من التوتر والغضب والاحباط والحنق وعدم الرضا... لا تنسى أيتها الكادحه ان تمنحي نفسك قسطاً من الراحة والاستمتاع ..

د.نبيلة شهاب

عدد الزيارات : 2901 زيارة

كل التعليقات

  • الوحدة

    ابوعلي دشتي

    بارك الله فيج دكتورتنا وليت ينتشر المقال لما فيه من مواضع وخطط لتقسيم الوقت واحترامه فحياتنا وقت يجب ان نحترم وقتنا ونقسمه لما ينفعنا وينفع غيرنا فسلمت يداج اخيتي الدكتورة وربي يوفقج وبانتظار مقالاتج المبدعة

    1

اضف تعليق