> مقالات

"حتى لا تصبح بيوتنا ثكنات عسكرية "

كتب : د. نبيله شهاب |

ها هي سنة دراسية أخرى تقترب من نهايتها وكالعادة تبدأ الاختبارات النهائية لهذا العام الدراسي وتبدأ معها حالة الطوارئ عند الكثير من الأسر، إنها الثقافة العامة حيث اعتاد الكثيرون على سلوكيات معينه وردات فعل  تصاحب هذه الفترة، كأن ترابط الأم في المنزل بغرض المراقبة والتوجيه ويسود البيت جو من الترقب والهدوء المقيت المشابه للهدوء الذي يسبق العاصفة، وتتوقف تقريبا مظاهر الحياة الاجتماعية وتُلغي الكثير من الأنشطة التي كان يمارسها الطفل قبل الاختبارات ويصبح الطفل  كالمجند عليه اطاعة الأوامر فقط  وعليه القيام بعمل واحد محدد  الا وهو "الدراسة". 
جو التوتر العام والذي يسود في هذه الفترة نحن من خلقه ومازال يخلقه، ونحن من يساهم في زيادته وتمكينه من أنفسنا ومن أطفالنا، ولا نقول أننا يجب أن نترك للطفل الحبل على الغارب ولا أن نهمل دورنا كمربين، بل يجب علينا أن نلعب دورنا الخاص بالتوجيه والنصح والرقابة ولكن بكل هدوء وتعقل وإشعار  الطفل بأهميته وبتقبل واحترام قدراته ونشعره بثقتنا الكبيرة فيه، ومن الضروري جدا كذلك أن نساند الطفل ونكون قربه  بغرض تشجيعه وتقديم المساعدة له بأسرع وقت ممكن ان احتاجها حتى لا يشعر بالتوتر والإرتباك مما يقلل من قدرته على الاستيعاب لان الزمن يعتبر عامل ضغط نفسي كبير في هذه الفترات الحرجة  
وفي هذه الفترة وغيرها من المستحب أن لا نركز على سلبيات الطفل وخاصة أداؤه الدراسي ان كان منخفضاً، وان ذكرناه يكون فقط لدفعه  لتحسين أدائه عن طريق زرع الثقة في نفسه وفي قدراته. ونركز بقدر المستطاع على ايجابياته ونترك له مساحة من الحرية يتحرك بها بناءاً على  ما يحب وحسب ما يناسبه على سبيل المثال اختيار المادة وتوقيت الدراسة والدراسة مع الأصدقاء ام منفردا وغيرها.
ان توفير الجو النفسي الملائم في المنزل يعتبر أهم مطلب في هذه الفترة على الأقل، فان كان المنزل يسوده في الغالب جواً من التوتر والشد والجذب  يجب ان يتعامل الوالدان كراشدين ويتحملوا مسئولية السيطرة على النفس وعلى الانفعالات والتقليل من هذه الصراعات فيما بينهم  من جهة وفيما بينهم  وبين الطفل من جهة أخرى.
وللمدرسة وخاصة المعلمين دوراً كبيرا في تهدئة الطفل نفسياً ومحاولة ابعاد جو التوتر والخوف عنه، خاصة ان المعلم يكون متواجدا مع الطفل قبل الاختبار مباشرة وخلال فترة الاختبار ولذلك يقع عليه عبء طمأنة الطفل وتشجيعه وادخال الهدوء والسرور على نفسه.
باختصار جو الاختبارات المدرسية المشحون  بالتوتر والخوف ويعتبر ضاراً للطفل ولا يفيده وقد يعرضه لردة فعل عكسية تؤدي الى انخفاض اداءه في الاختبار بدلاً عن تفوقه ..
د. نبيله شهاب
@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 2574 زيارة

كل التعليقات

  • الوحدة

    ابو علي دشتي

    عين الصواب دكتورتنا واللي الاحظه من البعض بان الام والاب يتوترون اكثر من الطفل وهذا يعكس على ادائه ويكره هذه الفترة وينتظر بفارق الصبر نهاية الفترة بغض النظر عن النتيجة واعتب على الاعلام وخاصة بهذه الفترة ان يخصصون برنامج لكيفية التعامل مع ابنائنا بهذه الفترة كاستضافة دكاترة او اساتذه متخصصين بذلك ويعطيج الف عافية دكتورتنا المبدعة وليت المقال ينتشر بوسائل الاعلام ووسائل التواصل للفائدة العامة وتسلمين مبدعتنا على المقال المبدع

    1

اضف تعليق