> مقالات

" الوطن ..... عشق لا ينتهي "

كتب : د. نبيله شهاب |

حب الوطن والانتماء له مشاعر مغروسة في الروح تسري في الدم ونشعر بها بين الأنفاس، حب الوطن والفخر والاعتزاز بالانتماء له مشاعر فطرية طبيعية تُغذَى وتنمو وتستقر في القلوب لتكون حبا لا يساويه أي حب آخر وولاء ووفاء خالدين.
الوطن لا يعني الحكومات ولا مجالس الأمة، الوطن فوق الجميع وقبل كل شيء، ولذلك من الطبيعي أن نجد حكومة أو مجلس معرضين للصواب أو الخطأ في أداء عملهم وهذا هو الوضع الطبيعي، ولذلك  نجد من ينتقد أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية تحت مظلة حرية الرأي والتعبير عنها، بعد تقييم أدائهم لغرض الإصلاح. لكن الوطن لا يجب أن يخضع للتقييم والدراسة بأي حال من الأحوال، الوطن سماء نستظل بها جميعاً دون تفرقة أو تمييز، لكن للأسف البعض لا يتسامى بالوطن الغالي عن هذه الانتقادات الواهية الغير موزونة والتي قد تصل الى التجريح والطعن.
بداية ً .. مهم جدا أن نعرف أن : النقد "الموضوعي"  الموجه : صحي.. ومطلوب .. وضروري جداً  لصحة ودقة وحسن الأداء والعمل، ونشدد على "موضوعيته" لأنه ما إن تدخل الذاتية في شيء إلا تدمره فالنقد الذاتي أو الشخصي ينحرف بالنقد من إتجاهه الصحيح إلى طريق المصالح الشخصية الذاتية وهذا للأسف الشديد حال البعض مما نراه ونقرؤه ونسمعه من نقد والذي قد يخرج عن إطار النقد الى التجريح والتخوين والإسفاف وخلافه ويفقده الهدف الرئيسي من النقد  ألا وهو "التقييم ومن ثَمَّ الإصلاح" ، فاذا كان النقد فيه شخصانية وذاتية قد يقود إلى نشر أفكار وقناعات خاطئة ونشر البلبلة والتفرقة و من ثم عدم الثقة  مما يترتب عليه من عدم الشعور بالاستقرار وانتشار الوجل وعدم الرغبة في البذل والعطاء وحتى العمل السليم. 
النقد الموضوعي البناء فيه تركيز فقط على نقط ومواضع الخلاف و التقصير ومحاولة تصحيحها.
ولذا من أهم شروط النقد هو أنه يجب على الناقد أن يتحرى الصدق ويحيط بكل التفاصيل والمعلومات الخاصة بالموضوع قيد التقييم والنقد. ولا يتناول الموضوع بطريقة خاطئة ويقلب الحقائق ويغيرها أو يضيف عليها أو ينتقص منها.
كما أنه يجب عليه أن لا يبخس  الآخرين حقهم فلا يتجاهل وينكر إيجابيات وإنجازات خصمه، ويعتبر ذلك إن قام به انتقاص من مصداقيته ونزاهته، لان الناقد الصادق النزيه وإن أبرز نقط الاختلاف والقصور إلا أنه لا يبخس الآخرين حقوقهم 
ولا ينتقص من انجازاتهم. 
ولأن النقد أسلوب علمي مهم وراقي،  على كل من أراد ممارسته أن يقوم بدراسة الأوضاع والمتابعة والبحث والتأكد من المعلومات من المصادر الموثوقة، وأن ينتقد ويقدم اعتراضه بالطريقة المناسبة ولكن يجب عليه أن يجعل نصب عينيه كل الايجابيات، كما تم ذكره، وكما يجب عليه أن يقوم بتضخيم الانجازات الوطنية على الأقل أمام الأطفال حتى نغرس فيهم حب الوطن والولاء والوفاء له، ولكي يكتسبوا روح التفاؤل والنظرة الإيجابية لكل الأمور، ولا يمنع ذلك معرفتهم لبعض السلبيات ولكن يجب الا نسهب في الحديث عنها أو أن نتداولها بالتفصيل أمام الأطفال . 
أخيراً .. 
لكل من أراد أن ينتقد فضلاً وليس أمراً : تحدث بحب .. وانتقد باحترام .. واعترض بأدب .. وناقش بلباقة .. وتوقع الشيء الايجابي .. وارسم التفاؤل .. وانشر ثقافة "العمل قبل الكلام" .. وساهم في خدمة الوطن بالأماكن التي تستطيع أن تعطي فيها كيفما تريد .. 
❌ ولا تنتقد وطنك ولا أبناء وطنك ❌ أمام الآخرين مهما حصل .. ولا تسمح لأحد آخر أن ينتقد وطنك، لان ذلك سوف يكون بذرة التفرقة والتي قد يستغلها الحساد ضعاف النفوس وأعداء الوطن ليحتضنوها ويضربوا الوطن بأبنائه والاخوة ببعضهم البعض .. وما يسري على الوطن الغالي
يسري على سيدي صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه 
فالوطن الغالي والأمير المفدى خطوط حمراء لا أحد يقترب منها  
د. نبيله شهاب 
ns_sunshine4@

عدد الزيارات : 5682 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق