> مقالات

قطيع الغنم يحتاج الى عصا الراعي

كتب : غادة الرفاتي |
قطيع الغنم يحتاج الى عصا الراعي

قطيع الغنم يحتاج الى عصا الراعي 
بقلم الاعلامية غادة الرفاتي 
شيكاغو – الولايات المتحدة الامريكية
اعجب فعلا مِن مَن يخوض معركة ضد ارضه ووطنه بدعوى الإصلاح والحرية والديمقراطية، وبمسميات مختلفة سواء كانوا يطلقون على أنفسهم معارضة أو لقب ثوار أو إصلاحيين الى غيرها من  مسميات ما انزل  الله بها من سلطان، وكلها حجج واهية لا تأتي بخير سوى الدمار بكل صوره ومعانيه واستغرب فعلا من هؤلاء عندما يريدون تغيير الحاكم أو الانقلاب عليه وعلى بطانته ونسوا أو تناسوا أن الإصلاح يبدأ باصلاح  أنفسنا وسلوكنا أولاً قبل المطالبة بتغيير ما حولنا، وتغيير انظمة الحكم في بلادنا.. وكلنا يعرف ( كيفما كُنتُم يولى عليكم) وعند زيارتك للدول العربية ترى عجب العجاب في كل مكان، في الشارع في الأماكن العامة في الوزرات والمؤسسات لتدرك حينها اننا نريد قرونا للحاق بأمة من الامم ولكي نتبع النظام في حياتنا يجب ان يكون هناك عصا.. ولننظر الى الشوارع وأقصد طريقة القيادة تحديداً، لذلك استغرب ممن يطالب بتغيير الحاكم ونظام الحكم وهو لا يتبع أبسط قوانين  السير والمرور وكأنك تقود سيارتك في "حارة كل من أيده اله "، المرور وطرق وأسلوب القيادة والتعامل مع الناس في كل الأماكن تعكس صورة تطور البلد وتحضّر شعبه وكل من على ارضه، فأقول لكل من يرفع صوته كنعيق الغراب تحت مسمى معارض وثائر أو مجاهد ان يلتزم بالقانون في استخدامه للطريق، لانه اول دلالة أن الشعب ربما بدأ اول خطوة باتجاه التحضر، واتباع الاسلوب السليم والصحيح حضارياً وفكرياً وسلوكياً للتغيير ليركب مع الدول المتقدمة بكل قوانينها، وخاصة  اتباع القوانين في كل مكان واحترامها ليطبق عليه مفاهيم حقوق الانسان والديمقراطية، وإلا فنحن نشبه وللاسف قطيع من الأغنام (وأعتذر عن هذا التشبيه) ما زال يحتاج الي عصا والى كلاب لتحدد له المسير خوفا من أن يضل فتأكله الذئاب .
وأخيرا كي يحدث التغيير علينا ان نغير فعلا من أنفسنا أولاً، وطريقة اسلوبنا وتعاملنا في الحياة مع كل من حولنا سواء كان انسان أو حيوان وحتى الجماد 
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

عدد الزيارات : 3654 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق