> دولي

مشاورات الكويت تدخل مرحلة جديدة من التقدم النوعي لتسوية الأزمة اليمنية


مشاورات الكويت تدخل مرحلة جديدة من التقدم النوعي لتسوية الأزمة اليمنية


دخلت مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت برعاية الامم المتحدة مرحلة جديدة من التقدم النوعي نحو تسوية الأزمة اليمنية وذلك بعد استئناف جلسات اللجان الفرعية المعنية ببحث المسارين السياسي والامني وقضية السجناء والمعتقلين لليوم الثاني على التوالي.
وفي إطار الجهود الحثيثة للحفاظ على زخم مشاورات السلام اليمنية التأمت اجتماعات اللجان الفرعية الثلاث التي شكلها مبعوث الامم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بالتعاون مع رؤساء ممثلي الوفود اليمنية للمشاورات اليوم وامس بعد تعذر انعقادها كما كان مقررا يوم الأحد الماضي بسبب "التبيان في وجهات نظر الاطراف المعنية".
 
 
وناقشت القوى السياسة الممثلة في وفود الحكومة اليمنية وانصار الله والمؤتمر الشعبي العام خلال الجلسات التي عقدت بإشراف المبعوث الاممي الاقتراحات التي قدمها المتفاوضون الاسبوع الماضي بشأن القضايا السياسية والترتيبات الامنية وقضية الاسرى والمعتقلين.
وفي هذا السياق أعلن المبعوث الاممي ان الأطراف اليمنية اتفقت اليوم من حيث المبدأ خلال اجتماع اللجنة المختصة بالسجناء والاسرى والمعتقلين والمحتجزين تعسفيا والمخفيين قسريا والموضوعين تحت الاقامة الجبرية على بحث مقترح لإطلاق 50 في المئة من المحتجزين لدى كل طرف قبل شهر رمضان المقبل وعلى إطلاق جميع المحتجزين مستقبلا كبادرة حسن نية.
 
 
وقال في بيان صادر عقب انتهاء جلسات العمل المنفردة لمشاورات السلام ان الأطراف ناقشت خلال الاجتماع عددا من القضايا بما فيها مقترحات بالافراج او تبادل عدد او نسبة من الاسرى في غضون فترة زمنية قصيرة كبادرة حسن نية واجراء لبناء الثقة.
واضاف ان اللجنة ناقشت كذلك الحاجة لتحديد معايير لاختيار الاشخاص المطلوب اطلاق سراحهم واليات التنفيذ المناسبة بما في ذلك دور اللجان المحلية والمنظمات الانسانية مشيرا الى ان اللجنة ستستأنف نقاشها يوم غد الأربعاء.
 
 
وأعرب عن ارتياحه للتقدم الذي احرزته اللجنة الثالثة المختصة بالسجناء والاسرى والمعتقلين والمحتجزين متمنيا ان تتوج الجهود باتفاق يفضي للافراج عن جميع اليمنيين المحتجزين.
ودعا في هذا الصدد الوفود اليمنية الى ابداء المزيد من الجدية والمرونة وحسن النوايا في تناول المسائل المذكورة.
وفي الشأن السياسي ثمن المبعوث الاممي عمل اللجنة السياسية والنقاش البناء الذي ظهرت من خلاله القواسم المشتركة بين الاطراف اليمنية مبينا ان "المشاركين عبروا عن آرائهم بكل وضوح رغم وجود الاختلافات بين الطرفين والتي نعمل جاهدين على جسر الهوة بينهما".
 
 
وافاد بأن المشاركين في اللجنة السياسية بحثوا الشق السياسي من الرؤى التي قدموها ودار النقاش حول عناصر ذات صلة بما فيها استعادة مؤسسات الدولة والعملية السياسية.
وقال ولد الشيخ احمد ان الاطراف اليمنية ستجمع يوم غد الأربعاء لبحث الاوراق والعودة بأفكار للتعاطي مع بعض المسائل الخلافية.
وحول اجتماع اللجنة الامنية قال المبعوث ان الأطراف استمعت خلال اجتماعها اليوم لعرض تقديمي فني من احد خبراء الامم المتحدة عن اليات واساليب وتسلسل عمليات الانسحاب وتسليم السلاح والسيطرة على الاسلحة بما في ذلك مفاهيم فض الاشتباك وتجميع القوات.
 
 
وكشف ان الطرفين اتفقا على تقديم عرض للجوانب الامنية من الرؤى الخاصة التي قدمومها يوم غد الأربعاء ومناقشتها بتوسع.
وعلى الرغم من جسامة التحديات وعمق الهوة بين المتفاوضين ازاء القضايا السياسة والأمنية وملف الأسرى والمعتقلين فان المبعوث الاممي يسعى لاستغلال الأجواء "الإيجابية" التي طغت على جلسات اللجان في محاولة لتحقيق تقارب في وجهات النظر ووضع اطار استراتيجي عام يشمل مقترحاتهم ويبنى على القواسم المشتركة لوجهات النظر تمهيدا لتشكيل تصور شامل عن المحاور والاليات الهادفة للتوصل الى حل متين وشامل للازمة اليمنية.
وعلى مدى 20 يوما من انطلاق "مشاورات الكويت" أبدى الفريقان المتفاوضان التزامهما الكامل بالقرارات الدولية ذات الصلة لاسيما القرار 2216 لكنهما أظهرا في الوقت نفسه انقساما في وجهات النظر ازاء عدد من القضايا.
 
 
وحرصا من الامم المتحدة على رسم خريطة طريق للمستقبل وتأكيدا على مساعيها في تدعيم السلام والاستقرار في اليمن وضعت خطة عملية تمهيدا للموافقة عليها من مختلف الأطراف تتضمن عددا من النقاط التي تشكل قاعدة صلبة تنطلق منها المشاورات وهي الاتفاق على اجراءات أمنية انتقالية والانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة واستئناف حوار سياسي جامع وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين.
 
 
وبينما تعيش الأوضاع في اليمن تغيرات متواصلة ومعقدة تعمل الامم المتحدة بكل طاقتها على تضييق الفجوة بين الأطراف اليمينة التي مازال أمامها مشوار شاق وطويل للتوصل الى اتفاق سلام ومعالجة مختلف التحديات السياسة والأمنية التي تحول دون التوصل الى اتفاق نهائي وشامل. في موازاة ذلك تعمل الدول العربية والأجنبية على الدفع باتجاه إنجاح مشاورات السلام وتدعيم السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة بكاملها.
وفي هذا السياق التقى المبعوث الاممي اليوم الثلاثاء نائب وزير الخارجية الامريكي بتوم شانون الذي يزور الكويت حاليا اضافة الى عدد من السفراء والمسؤولين وأطلعهم على سير مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت برعاية الامم المتحدة منذ 21 ابريل الماضي.
 
 
كما تلقى رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اتصالا هاتفيا اليوم من وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير الذي عبر عن تقدير بلاده للدور الذي تؤديه الكويت في استضافتها مشاورات السلام اليمنية متمنيا أن تكلل هذه المساعي بالنجاح الذي يسهم في دعم وتعزيز أمن اليمن واستقراره.
وكان المبعوث الاممي قد أعرب في بيان صحفي صادر عقب اجتماع اللجان امس الاثنين عن شكره لدولة الكويت على دعمها "غير المحدود" لمشاورات السلام الجارية على جميع المستويات. 

عدد الزيارات : 1464 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق