> مقالات

مبارك عليكم الشهر و عيدكم مبارك !! فلِنَمْلأ ما بينهما بما ينفعنا دنيا وآخره

كتب : د. نبيله شهاب |
مبارك عليكم الشهر  و عيدكم مبارك !! فلِنَمْلأ ما بينهما بما ينفعنا دنيا وآخره

ننتظر رمضان من بعد انتهاء عيده!! فهو شهر مميز تغمرنا الروحانية فيه والصفاء والألفة والخير والمحبة .. ويكثر فيه التواصل وصلة الأرحام بصورة أكثر دقة .. وتكثر فيه الصدقات والزكاة وهي من العبادات التي تطرد الهم وتجلب السعادة والرضا .. ومع كل جماله وروحانيته تصاحبه بعض السلوكيات السلبية والعادات الغير مستحبة والغير مفيدة .. والتي جميعنا عرضة أن نقع في فخها!!
في أحد الأيام تابعنا برنامج يبين نمط حياة بعض المسلمين في الشهر الفضيل .. أسرة لم يتغير البتة أسلوب حياتها اليومي في رمضان عما كان عليه قبله.. و عند الافطار قدمت الأم لزوجها وطفليها الصائمين طبقاً واحدا عبارة عن مزيج من الخضراوات واللحم وهو قريب من الحساء في الشكل .. وحين انتهى الجميع من تناول الطعام حمل كل منهم طبقه وغسله وجلسوا كل يعبد الله بطريقته بصلاة أو قراءة قرآن أو دعاء .. لحظتها تذكرت موائد طعامنا العامرة بما لذ وطاب .. والساعات الطويلة التي تقضيها الكثيرات في تحضير هذه "الولائم الملوكية اليومية" والتي من الأفضل لو استخدمتها في العبادة أو التواصل او حتى في الاسترخاء والاستمتاع بالهدوء والسكينة المصاحبين هذا الشهر الفضيل ..
موائد الطعام المبالغ فيها تعد من أكثر السلوكيات و الصور السلبية التي ترتبط بالشهر الفضيل ..         
والحقيقة أن التبذير والاسراف في ذلك يبدأ من قبل رمضان حيث يتسابق البعض في البحث عن وتخزين كميات ونوعيات مختلفة من الأطعمة .. والتي للأسف الشديد لن يُأكل الا أقل القليل منها ..
الى جانب المبالغة في الطعام والشراب نجد أن البعض يغالي ويبالغ في ملابس خاصة بهذا الشهر الفضيل وهذه غالباً سلوكيات تقتصر على الإناث فقط .. "دراعات رمضانية" سوق ينشط قبل رمضان بفترة ويزداد مع زيادة أسعاره  كلما اقترب رمضان .. لا بأس بشراء ملابس جميلة ومناسبة بحشمتها بوقار الشهر الفضيل لكن المبالغة في النوعيات والتي تكون باهظة الثمن شيء لا يتناسب وروحانية هذا الشهر الفضيل .. وللأسف الشديد أصبحت بعض الزيارات وتجمعات الأهل والأصدقاء كأنها مناسبة فقط لعرض الأزياء من ملابس واكسسوارات  ..
ولا ننسى سلوكاً كثيرا ما نسبناه إلى الصيام وسوء المزاج .. وفي الحقيقة .. فإن الصيام أحد عوامله لكنه ليس السبب الرئيسي فيه .. الا وهو "العصبية" خاصة خلال فترة النهار .. وللأسف يتعدى البعض  في سلوكه العصبية الى سوء الخلق .. فسوء التعامل مع الآخرين أو حتى عدم التعامل بأدب مع المراجعين سلوك غير مقبول وغير مهذب .. فالصيام يهذب النفوس ككل العبادات والفرائض .. وإن كان الفرد قد اكتسب سلوكاً سلبياً .. وتسبب فقدانه المؤقت له بسبب الصيام الى هذه العصبية .. فهذا ذنب الفرد وليس ذنب الصيام .. 
مهم جداً أن يغشى سلوكنا الصفاء والصبر الجميل والرقي في التعامل فهذا شهر الخير والهدوء والسكينة .. وحين تنتهي أيامه وساعاته سوف نبكي عليها ولكنها مهما بكيناها لا تعود .. 
ويمضي الشهر بكل ما حمل .. وكأنه الأمس القريب حين قلنا مبارك عليكم الشهر .. ودون أن نشعر نجد أنفسنا نهنيء بعضنا البعض  بالعيد السعيد .. وتكون قد رحلت أجمل وأغلى أيام العام .. 
الله يتقبل منا جميعاً صالح أعمالنا يارب ..
د.نبيله شهاب
⁦@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 2526 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق