> محليات

جامعة الكويت تنظم حفل استقبال لرئيس طاجيكستان ضمن احتفالية عاصمة الثقافة الإسلامية 2016


جامعة الكويت تنظم حفل استقبال لرئيس طاجيكستان ضمن احتفالية عاصمة الثقافة الإسلامية 2016


نظمت كلية الآداب بجامعة الكويت حفل استقبال لرئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان اليوم الاثنين ضمن احتفالية (دولة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016) ولعرض الطبعة الجديدة لكتاب (الطاجيك في مرآة التاريخ).
 
 
وقال الرئيس رحمان في كلمة بحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر حمد العيسى "أنه لمن دواعي سروري كمؤلف أن أحضر هذا الحفل الذي يكرس لعرض الطبعة الجديدة من كتاب (الطاجيك في مرآة التاريخ)" معتبرا ان طباعة هذا الكتاب باللغة العربية في مدينة الكويت أمر يمثل التقدير والعرفان بشعب قدم إسهامات مشهودة في إثراء الحضارة الإنسانية والإسلامية بما لديه من تاريخ عريق وثقافة أصيلة.
 
 
وأشار الرئيس رحمان الى إعلان مدينة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية قائلا ان هذا الأمر "يحملنا على الاعتزاز والإشادة بماضي شعبينا الشقيقين وقواسمهما المشتركة والوشائج الروحية والثقافية القائمة بينهما منذ مئات السنين".
وأوضح أن مقدمة الكتاب اشارت إلى أن الشعب الطاجيكي يعد من أقدم شعوب آسيا الوسطى وان ماضيها المشرف في صناعة الحضارة وتجربة إدارة الدولة كان محل عناية ودراسات أكاديمية من قبل عدد من العلماء والباحثين في العالم.
 
 
وأضاف أن الطاجيك اليوم تستعد للاحتفال بالذكرى ال25 للاستقلال الوطني ومسيرة بناء دولة ذات سيادة وتعزيز السلام والاستقرار والوحدة والهوية والوطنية معتبرا ان هذه الأمة تمضي بخطى ثابتة الى مستقبل مشرق بالعزيمة والارادة القوية والاهداف النبيلة.
وتطرق الى استلهام الشعب الطاجيكي من ماضيه ومن إنجازات حققها الشعب الكويتي اليوم وغيره من الشعوب الصديقة والشقيقة قائلا "ليس من العبث ان تكون الكويت قبل 21 عام في فجر استقلال طاجيكستان الوطني في شهر ابريل من عام 1995 المحطة الاولى لزياراتي الرسمية الى البلدان العربية".
 
 
واوضح بالقول ان "خبرة بلادكم في إقامة المجتمع النموذجي وفي مسيرة البناء والعطاء وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وتوفير الأمن والرفاهية لكل فرد في المجتمع اعترف بها كخبرة جديرة بالاستحسان".
واستذكر زيارته للبلاد عام 1995 عندما كان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يتولى منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية موضحا ان ذلك العام شهد انطلاق علاقة "ود وصداقة" مع هذا الرجل الحكيم والسياسي المحنك.
 
 
وعن إقامة حفل عرض كتاب (الطاجيك في مرآة التاريخ) تحت قبة جامعة الكويت اعتبر هذا الحفل تكريما خاصا مضيفا أن بلاده تتمتع بعدد من متقني اللغة العربية الحاصلين على درجات علمية في مختلف تخصصات اللغة وآدابها وتاريخها.
وعبر عن الأمل بأن ينشأ جيل شاب من العلماء الذين يهتمون بالتاريخ والثقافة الطاجيكية ويتناولونها بالدراسة والتحقيق متطلعا الى ان يتولى الباحثون الكويتيون الريادة في هذا المسار من بين أشقاءهم العرب والاخذ بالحسبان مستقبل العلاقات الثنائية الواعدة.
 
 
بدوره قال مدير جامعة الكويت الأستاذ الدكتور حسين الأنصاري في كلمة خلال الحفل ان زيارة الرئيس الطاجيكستاني لجامعة الكويت "تاريخية ومهمة" مضيفا ان مشاركته العلمية القيمة ستسهم في تعزيز اواصر التعاون العلمي والثقافي بين البلدين.
واوضح الانصاري أن هذا ليس بغريب على ابناء طاجيكستان الذين هم أحفاد علماء قدموا الكثير للأمة الاسلامية وساهموا في نهضتها مشيرا الى ان زيارة فخامة الرئيس تعد حدثا مميزا في مسيرة الجامعة.
 
 
واعتبر تميز العلاقات الثنائية نتاجا طبيعيا لتوافق الرؤى والاهداف المشتركة المتجذرة في الهوية الاسلامية متمنيا ان تكون هذه الزيارة المباركة فاتحة خير للمزيد من التعاون بين البلدين.
وأشار الأنصاري إلى انجازات طاجيكستان الوطنية على مختلف الأصعدة وجهودها في إقامة مجتمع ديمقراطي مبني على سيادة القانون وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية والتعاون الدولي وتعزيز السلام والاستقرار الدولي والقضاء على الإرهاب والتطرف مؤكدا انها جهود تستحق الإعجاب والثناء والتقدير.
وأعرب عن امله بان تفتح هذه الزيارة الباب لخلق فرص وآفاق للتعاون العلمي والثقافي المستقبلي مع الجامعات والمراكز البحثية في جمهورية طاجيكستان.
 
 
من جانبه قال رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الكويت الاستاذ الدكتور عبدالهادي العجمي ان الامتداد الحضاري بين الجزيرة العربية وبلاد ما وراء النهر يعود لفترات زمنية سبقت الإسلام لكن جاء الإسلام لهذه المناطق ليشكل البداية الحقيقية للتواصل الحضاري والثقافي بينهما والذي امتد منذ فتح خراسان إلى اليوم.
وأضاف أن الفترة الواقعة بين عامي 94 و 96 هجرية إبان العهد الأموي والفتوحات إلى حدود الصين فترة توهج ونشاط للمسلمين العرب في القرن الاول الهجري استمر طيلة العصر الأموي والذي توج في العصر العباسي بالمزيد من التواصل حيث أصبحت هذه المناطق منارات للعلم والعلماء عبر انشاء مراكز علمية وحضارية كمناطق (بخارى) و(بلخ) و(سمرقند) و(نيسابور) وغيرها.
 
 
وشهد اختتام الحفل تقديم وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى ومدير الجامعة الدكتور الأنصاري درعا تذكارية لرئيس جمهورية طاجيكستان وعرض فيلم عن طاجيكستان ومعرض للصور والأشغال اليدوية الطاجيكستانية والآلات الموسيقية والزي الرسمي وأهم المعالم والمناظر الطبيعية للبلاد.
وكان الرئيس رحمان قد حصل على كثير من الأوسمة الوطنية والأجنبية تقديرا لجهوده وخدماته في إخماد فتيل الحرب الأهلية وتحقيق المصالحة الوطنية وضمان وحدة الشعب واستقرار البلاد الى جانب مبادراته على الصعيدين الإقليمي والدولي.
 
 
ومن بين مبادرات الرئيس الطاجيكي ما يتعلق بترشيد استخدام المياه (عشر سنوات لمياه الشرب) التي تبنتها الأمم المتحدة فضلا عن مشروعات خاصة في مجال الدين الإسلامي الحنيف مثل مشروع قانون تنظيم المراسم القومية والدينية ومشروع (لكل أسرة مصحف بترجمة معانيه بالطاجيكية) ومشروع ترجمة وطبع كتاب الفقه الحنفي (هدايه شريف).
وتسجل الحضارة الإسلامية في رقيها وازدهارها اسهامات عشرات من أبناء الشعب الطاجيكي اذ قدم للعالم الإسلامي رجال امثال الصحابي سلمان الفارسي وعلماء وأئمة كبار في علوم القرآن والتفسير والحديث والفقه كالإمام البخاري والإمام الترمذي والعلامة أبي الليث السمرقندي وصاحب المذهب الحنفي الإمام أبي حنيفة النعمان وجلال الدين الرومي البلخي


عدد الزيارات : 1101 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق