> مقالات

محافظ الفروانية بين سوق مناور وطوكيو وميامي

كتب : د.اميره الحسن |
محافظ الفروانية بين سوق مناور وطوكيو وميامي

اليوم طالعتنا الأخبار بعنوان ملفت لأنظار جميع من قرأوه وأبدو ردود فعل متناقضة لفحواه:
"سعادة محافظ الفروانية الشيخ فيصل المالك: نتمنى أن نجعل المنطقة مثل طوكيو وميامي"
طبعا، وكالعادة استغرب الجميع من هذ التصريح لوجود بون شاسع بين طوكيو التي تفاجأ كل من يزورها بنوعية رتم الحياة التي تحركها الاتصالات الالكترونية ومحافظة الفروانية. فهل من المستحيل أن تغلق الفجوة بين المكانين بحيث تتطور مناطق المحافظة وتقفز قفزات حضرية الكترونية؟
في واقع الأمر يرى المعارضون استحالة حدوث تلك القفزة نظرا للفوضى المعممة في مناطق المحافظة! فبحسب وجهة نظرهم الياباني منظم بطبعه بينما "الفرواني" عشوائي الحركة يتسابق في كسر الطابور قيد الامكان لصالح نفسه، ويقفز من حارة لحارة بسيارته معتمدا على سرعة انتباه السائق من خلفه ، الذي حتما سيتجنب الاصطدام به لكونه لا يملك رخصة قيادة أو اقامة سارية المفعول! وعادات الشراء واستئجار الشقق والمعيشة في هذه المناطق تحتاج إلى أمهات الكتب لشرحها!
وفي الجانب المقابل، ترى أقلية –أنا منهم- ممن يؤيدون قول سعادة المحافظ حول امكانية حدوث تحول فعلي في المحافظة وفق رؤية مستقبلية ممنهجة. فعلى أي أساس يتم الحكم على الامر؟ لو نظرنا عن كثب إلى مناطق دولة الكويت وقيمناها وفق منظور دولي وليس شخصي: ما هي البنية التحتية الالكترونية والسكانية والحضرية التي تتمتع بها؟ إن طبقنا ما يعرف بمقياس رفاهية المدن ( City Prosperity Index) والذي يشمل في مجمله على 89 مؤشرا حول الرفاهيه معدا في هيئة الأمم المتحدة، لوجدنا أن كثيرا من متطلبات الرفاهية يتحقق فعليا في الكويت من مثل: توفر الكهرباء والماء ووسائل الاتصالات الأرضية واللاسلكية والانترنت والخدمات الصحية والشوارع الواسعة والنظيفة والمباني التي تم بناء معظمها في الأربعين سنة الماضية. الجميع يمتلك موبايلات وأجهزة اتصالات حديثة وتلفزيون بشاشة فلاترون، والغالبية العظمى من السكان أنهت الدراسة بصف أعلى من متطلبات التعليم الالزامي لمنظمة اليونسكو (الصف التاسع) ويتحدثون لغة ثانية.
إذا لدينا بنية تحتية مناسبة ولن نبدأ من الصفر أبدا! ولدينا إرادة سياسية تتمثل بحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح – حفظه الله ورعاه- ولدينا محافظين لجميع المناطق يعملون على أن يكون استلامهم للمحافظات نقطة تحول فارقة في تاريخ محافظات دولة الكويت.
يبقى هنا أن نركز على أمر هام ألا وهو: أن التغيير يتطلب إرادة مشتركة ووقتا للانجاز. فالدولة تستجلب آلافا من عمال النظافة لجمع القمامة ولكن هناك من يستصعب الاحتفاظ بكيس لحفظ الزبالة ريثما يصل لصندوق القمامة، فيرميها في مكانه! وهذا النوع من البشر صعب أن تتحول به الدولة إلى دولة متقدمة من الدرجة الأولى.
إن إرادة التغيير تمت في دولة خليجية مجاورة، لذا ليس مستحيلا أن تتحقق هنا..
   د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 2289 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق