> مقالات

" أسمى وأجمل المشاعر .. الحب"

كتب : د. نبيله شهاب |

الحب هو تلك المشاعر الروحانية الرقيقة الراقية والتي تعتبر من أجمل الأحاسيس، حيث أنها  المنبع الأساسي لسلوكنا  وتصرفاتنا وأساليب تعاملنا مع بعضنا البعض، فجميعنا بلا استثناء يحمل تلك المشاعر الجميلة الا قلة قليلة ولا نبالغ لو استثنيناهم من صفة الانسانية.
هذا السلوك الراقي المميز يصبغ حياتنا بالجمال والهدوء والتفاؤل والسعادة ويجعلنا ننفتح على الدنيا ونحب الآخرين بكل رضا وسرور، وان لم يكن كذلك فهو اي شيء آخر ما عدا الحب!!
والحب هو حب الأم والأب والأخت والأخ والزوجة والزوج والأحبة والأصدقاء والأقارب والجيران والزملاء وحب أبناء الوطن الواحد لبعضهم البعض، وغيره كثير ..
و نظراً لأهميتها كأساس لحياتنا، مهم جداً أن تكون مشاعر الحب واضحة  ويتم التعبير عنها بأفضل الطرق وفي الوقت المناسب والمكان المناسب، وان لم نفعل ذلك نكن ممن يظلم نفسه ويظلم من يحب.
فعلى سبيل المثال ومن باب أفضل الحب نجد أن الكثير من الأطفال الذين حرموا من حب الأم وحنانها لاي سبب كان تنشأ لديهم شخصية سلبية إن لم تكن مريضة أو عدائية، ونود أن نلفت الانتباه هنا لفئة خاصة من الاطفال  وهم الذين تتواجد أمهاتهم معهم جسدياً فقط لكن مشاعرهن كالصحراء القاحلة اتجاه اطفالهن وان وجدت بداخلهن، الا يحق لهؤلاء  الأطفال أن يفرحوا بكلمة حب أو ضمة حنان أو حتى تربيت أو تشجيع وفخر بهم أمام الآخرين، وهي في الحقيقة حق من "حقوق الطفل" ولا نمنُّ عليه بها، ولا نقصد هنا الاطفال فقط فالأبناء الأكبر سناً يحتاجون كذلك لحب واحتواء الوالدين لهم وأحياناً  أكثر من الأطفال، خاصة مع صعوبة مواقف الحياة ، فكلمات الحب من الأم هي أنجع بلسم وأسرع دواء وأقوى زورق نجاة بالنسبة لهم.
وتلك الأم الحانية والتي قضت سنوات  عمرها في تربية أبنائها اليس من حقها التمتع بحب أبنائها لها؟؟ فاهتمامهم بها وتوفير احتياجاتها وبرها واظهار الحب لها والسرور لوجودها والموافقة على اقتراحاتها والاستماع لنصائحها على سبيل المثال وغيره، لهو حباً نقياً للأم وفي أجمل صوره.
وفي هذا السياق نجد أن الحب بين الاخوة لا يعادله أي حب آخر بعد حب الوالدين، فتواد وتراحم وحنان وتعاون وكتم أسرار بعضهم البعض ومساعدة ومساندتهم بعضهم البعض تجعلنا نجزم بذلك، كيف لا وهم يتشاركون كل شيء منذ بداية أنفاسهم الأولى في الحياة، ويعيشون ظروف بعضهم البعض بكل ما تحمله هذه الظروف من عواطف ومشاعر أيٍّ كانت إيجابية أم سلبية.
أما الحب بين الأصدقاء وان شابه حب الاخوة الا أنه أحيانا يكون أشد،  نظراً للتكامل والتشابه في الشخصيات بين الأصدقاء.
ومساعدة  الزميل المثقل بالمسئوليات والهموم أو إظهار المساندة له سواءاً بمدح أدائه أو إظهار الاهتمام لحديث غص به صمتاً، يعتبر من أفضل أساليب التراحم ونشر الحب بين الجميع.
و كذلك الجار، ألا يفرحه لو وجد يوما أن جاره قد قام بالاهتمام وبحماية ممتلكاته في غيابه، وراعى ظروفه ووفر له المناخ الهاديء الآمن اليست كل تلك السلوكيات تمثل حبا أخويا صادقاً؟
وأخيراً وكما يقال ختامها مسك، مشاعر المحبة بين أبناء الوطن الواحد والذين امتزجت أرواحهم أوقات الأزمات والشدائد تعتبر قوية وصادقة، ولذلك لابد وان يكون من أولوياتهم أن تظهر هذه المحبة واضحة للجميع سواءاً كان قريباً أو غريب، لانها هي لبنة الوحدة الوطنية الحقة وهي القذاة في عين كل حاقد وحاسد ومعادي للوطن.
صور الحب كثيرة ومتنوعة وكذلك طرق التعبير عنها وذلك من رحمة الله بنا ومع ذلك يفرِّط البعض في ذلك ويستصغر أثرها ولا يوليها أي اهتمام..
د.نبيله شهاب
⁦@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 1749 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق