> مقالات

الإعتراف بالخطأ فضيلة يا المعارضة

كتب : خليل العريان |
الإعتراف بالخطأ فضيلة يا المعارضة


 
مع تسعينات الالفية الماضية تسارعت عجلة التطور التكنولوجي من خلال اختراع أجهزة وحواسيب لم نحلم بها وبرامج حاسوبية جعلت العالم من مشرقة لمغربه يتحول الى قرية صغيرة بل منزل كبير يسكن به المليارات من البشر .. ومع ذلك التطور التكنولوجي تطورت أنظمة تخزين وحفظ البيانات والمعلومات فيما يعرف بين اهل الاختصاص بقواعد البيانات" Databases " كما يطلق عليها، ولقد ساعد ذلك بظهور ما يعرف بمنظومات دعم القرار " Decision support system " حيث تساعد تلك الانظمة المنظومة من خلال قواعد البيانات وربطها بالنماذج التحليلية المعقدة وأدوات تحليل البيانات لدعم اتخاذ القرارات الغير روتينية. 
ورغم وجود الحواسيب والبرامج وقواعد البيانات الا أن بعض القرارات لازالت تأخذ على عجالة ودون دراسة متأنية، وهو بالضبط ما حدث في قرار المقاطعة الشهير لبعض القوى السياسية في انتخابات مجلس الأمة ٢٠١٣، وليس ذلك فقط بل جانبها الصواب أيضاً في اتباع نهج التصعيد والذي كانت تسعى من خلاله الى الغاء مرسوم الصوت الواحد عن طريق النزول للشارع، وتلك القوى من المفترض أنها ذات خبرة سياسية تجيد قراءة الدستور ومواده وتفسيراته، إلا انها اتخذت القرار الخاطئ بالمقاطعة، واتوقع بأن ذلك حدث بسبب تعطل حواسيبها واجهزتها وبياناتها وإعتمادها على التكنولوجيا القديمة والقرارات الغير مدروسة بعناية، فهى لم تدرس عواقب قرار المقاطعة بشكل متأني، ولم توضع جميع الاحتمالات على طاولة صناع القرار، والذي ادي لخسارة تلك القوى السياسية للكثير ووجودها بعيداً عن الساحه السياسيه وخارج السلطة التشريعية وصعوبة عودة الكثير منهم للبرلمان بعد أن فرشوا البساط الأحمر للآخرين من الذين شاركوا في الإنتخابات الأخيرة.
عندما نعود للعام ٢٠١٢ نجد أن كتلة ما يطلق عليها الاغلبية كانت تملك الغالبية من اعضاء مجلس الامة ضمن تكتلها، وكان بامكانها ان تعود بالصوت الواحد ويكون لديها الاغلبية في البرلمان، ولكن بسبب تعطل اليه القرار السليم لديها والذي أُخذ دون دراسة كافيه ودون دراسة الآثار المترتبه عليه خسرت تلك القوى الكثير وخسرت بعض الاسماء الشابة قواعدها، مما جعل عودتها شبه مستحيلة، واليوم لازال البعض من اعضاء تلك القوى السياسية يراهن علي الحصان الخاسر من خلال الحديث في التمسك بذات القرار الخاطئ والاستمرار بنفس النهج، وعلى ثقة بأن الخسارة ستكون مضاعفة، فاحتمال بقاء المجلس القادم لأربع سنوات أخرى وارد وبشدة إذا جاءت التشكيلة مشابهة للمجلس الحالي، مما يعنى أن غياب تلك القوى عن البرلمان سيكون لمدة ثمان سنوات، وهي فترة زمنية طويلة ومن سيتذكرهم بعد ذلك .. 
نتخذ الكثير من القرارات في حياتنا اليومية سواء القرارات الصعبة أو الروتينية المعتادة، ولكن يجب ان نمتلك الشجاعة عندما نخطأ في إتخاذ القرارات المصيرية أن نعترف بالخطأ، فالإعتراف بالخطأ فضيله يا المعارضة ..

خليل العريان

عدد الزيارات : 2112 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق