> محليات

عام على رحيل جاسم الخرافي.. «الحكيم» حاضر في عقول الكويتيين وقلوبهم


عام على رحيل جاسم الخرافي.. «الحكيم» حاضر في عقول الكويتيين وقلوبهم

ودعت الكويت قبل عام، بالدموع والدعاء، ابنها البار المغفور له بإذن الله تعالى، جاسم الخرافي، الذي وهبها حياته، فعمل بجد واخلاص، واعطى بكفاءة وسخاء متفانيا في خدمة وطنه، في مواقع عديدة، كان آخرها رئاسة مجلس الأمة.. وخلال العام الذي مضى على رحيله كان الراحل الكبير حاضرا في عقول الكويتيين وقلوبهم، فقد عرفوا قدر الرجل الذي احبهم، وجسد قيمهم الأصيلة، وكان رمزا للوسطية والتوافق والخلق الرفيع، فبادلوه حبا بحب ووفاء بوفاء.
تقلد فقيد الكويت العديد من المناصب في ميدان العمل الاقتصادي، فكان مثالا للكفاءة والأمانة، واسسس عددا من جمعيات النفع العام الاهلية والعربية والدولية، واعطى بسخاء في ميدان العمل الخيري، ومسيرته البرلمانية الحافلة بالانجازات غنية عن التعريف، وضرب مثلا رائعا في التحلي بالخلق الرفيع والتمسك بالقيم الأصيلة، فاستحق المكانة الرفيعة التي احتلها في قلوب الكويتيين وغيرهم.

كان الأمر الأميري بمنح وسام الكويت ذي الوشاح من الدرجة الممتازة إلى المغفور له جاسم الخرافي تقديرا لجهوده الكبيرة المبذولة والمميزة في المجال السياسي والخدمات الجليلة التي قدمها لرفعة سمعة الكويت، نموذجا للوفاء والتكريم واعلاء لقيمة العمل الوطني الذي يخط صفحات مشرقة في سجل البناء والتقدم ويرسي دعائم المستقبل المنشود.
وكان استقبال سمو الأمير ابناء المغفور له بإذن الله تعالى، جاسم الخرافي، وتكريم سموه للرجل الذي ودعته الكويت بالدموع والدعاء قبل ذلك بأيام قليلة، مناسبة تجلت فيها روح الاسرة الكويتية الواحدة، واسمى معاني الخير والمحبة والترابط والوفاء. وكان البيان الذي اصدره ابناء الفارس النبيل الراحل معبرا عن تلك المعاني.
وعبرت الكويت عن حبها العميق وتقديرها لابنها البار الراحل، بلسان واحد كان لسان اعضاء مجلس الامة والحكومة والجهات الحكومية والأهلية، التي أبنت الفقيد وكرمته واستذكرت مآثره ومواقفه المشرفة ومساعيه الخيرة وانجازاته في شتى الميادين، واطلقت اسمه على بعض المعالم والمرافق، لتبقى ذكراه الطيبة حية تشع قيما سامية.
وفاضت قلوب الكثيرين فعبروا عن مشاعرهم عبر وسائل الاعلام، مشيدين بخصال المرحوم الخرافي وسجاياه الحميدة، والجوانب الانسانية في شخصيته التي لمسها الذين عرفوه شخصيا فوجدوه مثالا للانسان المتواضع السمح الكريم، والأخ المحب الناصح، والأب الحنون..

جوانب مشرقة
وفي الجلسة التي ابّن فيها مجلس الأمة رئيسه السابق، مستذكراً سيرته العطرة ومآثره والخدمات الجليلة التي قدمها لبلده الكويت طوال مسيرته الحافلة بالعطاءات الوطنية، أجمع النواب على ما تحلى به الراحل من صفات التواضع والحكمة والخبرة والأخلاق الرفيعة. ونعت الحكومة الفقيد في بيان تلاه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، كما تطرق رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الي جانب من كلمات الراحل قائلا «إن وحدتنا الوطنية ومكتسباتنا الدستورية خطوط الدفاع الأولى عن الكويت، وإننا نملك من الإمكانات والكفاءات، وما يقربنا أكثر مما يفرقنا» موضحا أن هذه ليست كلماتي بل كلمات الراحل جاسم الخرافي .. كذلك قال الراحل كلمات، وكأنه يتحدث عن نفسه، حيث قال «إن خلودنا كامن في أعمالنا لا في أعمارنا».

صفحة بيضاء
شاركت الحكومة في تأبين الخرافي بكلمة ألقاها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد العبدالله، الذي اكد ان سيرة المغفور له كانت نموذجا للنجاح والعطاء وخوض غمار التحدي بحثا عن جسور أسرع للعبور الى مستقبل افضل.
واشار الى ان الخرافي رحمه الله آمن طوال حياته بالتوافق سبيلا وبالوسطية منهجا وبالتشاور سلوكا وبالاعتدال مذهبا وبالاستقرار هدفا وبالتطور غاية.
واضاف العبدالله ان الخرافي كان صفحة بيضاء في تاريخ العمل الوطني «يقول ما يؤمن به ويعمل بما يرضي الله وقناعته ومبادئه وما يرى انه الافضل للعمل السياسي والوطني بما يخدم الكويت واهلها».

مآثر الفقيد
بعث سمو الأمير برقية إلى اسرة الفقيد عبر فيها سموه عن احر تعازيه وصادق مواساته، واشار سموه الى ان الوطن العزيز فقد برحيل الخرافي أحد ابنائه ورجاله الأوفياء، واشاد سموه بمآثر الفقيد ومناقبه العالية، واستذكر خدمات الفقيد الجليلة التي قدمها للوطن العزيز، عبر مسيرة حافلة بالعطاء من خلال مختلف المناصب الرفيعة التي تقلدها والتي توجها بتوليه رئاسة مجلس الأمة لفصول تشريعية عدة، أسهم خلالها في إثراء العمل البرلماني بمشاركاته الفعالة ونشاطاته المشهودة..
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، برقية تعزية الى أسرة الفقيد استذكر سموه فيها مناقبه الجمة وإسهاماته الجليلة في خدمة الوطن العزيز من خلال مختلف المناصب الرفيعة التي تقلدها وعبر توليه رئاسة مجلس الأمة لفصول تشريعية عدة..
واشاد سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، بمآثر الفقيد ومواقفه المشهودة، «حيث إنه لم يبخل -رحمه الله- يوماً على الوطن بحكمته ورؤيته الثاقبة، وكان عنيفاً في الحق، مخلصاً في النصيحة».

إطلاق اسمه على إحدى المدارس
كان تأبين جمعية الكشافة الكويتية للراحل الكبير جاسم الخرافي تحت رعاية وزير التربية وزير التعليم العالي د.بدر العيسى، وبحضور عدد من النواب والقياديين في الوزارة، احدى المناسبات العديدة التي جسدت الوفاء والتقدير لفقيد الكويت ولعطائه المثمر لبلاده، وفي ذلك اليوم قال إياد الخرافي على هامش الحفل: نحن أبناء جاسم الخرافي، نشعر بفخر واعتزاز بالدور الذي كان يقوم به والدنا في الكثير من المجالات الموجودة بالدولة، ونعلم أن والدنا وافته المنية وهو مظلوم ولم يكن ظالما، وهذا ما يعطينا الراحة النفسية.
وأضاف: إن مثل هذه المناسبات تعطينا إمكانية رؤية الخط الذي كان يسير عليه الوالد، وتؤكد أنه كان يسير على الطريق الصحيح، كما تعطينا الدفعة بالالتزام والاستمرار على نفس النهج والخط الذي كان يسير عليه.
وأعلن الوزير العيسى، في كلمته اطلاق وزارة التربية اسم المغفور له جاسم الخرافي، على إحدى مدارسها، مؤكدا أن هذا اقل ما يمكن ان يقدم لشخص وهب حياته لخدمة الكويت ودول مجلس التعاون والدول العربية ( اطلق اسم جاسم الخرافي بعد ذلك على ثانوية الاصمعي في منطقة قرطبة)، وذلك تقديرا لمجهودات الراحل في خدمة الكويت واهلها بمختلف المجالات لاسيما المنظومة التعليمية.

رعاية كريمة
كرمت الادارة العامة لمنطقة العاصمة التعليمية الطلبة الفائزين في مسابقة المرحوم بإذن الله جاسم الخرافي الأولى لحفظ القرآن الكريم للعام 2016-2015، وذلك في ثانوية جاسم الخرافي للبنين.

طريق الخرافي
أقر المجلس البلدي في يوليو 2015 إطلاق اسم رئيس مجلس الأمة السابق جاسم محمد الخرافي على طريق الدائري السادس.
وقد نوه الأمين العام لمجلس الوزراء بالإنابة المستشار وائل العسعوسي بتكليف مجلس الوزراء للبلدية بإطلاق اسم الخرافي على الدائري السادس «بناء على أمر صاحب السمو الأمير بإطلاق اسم جاسم محمد الخرافي على أحد الطرق الرئيسية، تقديراً للدور البارز الذي قام به المرحوم على الصعيدين السياسي والاقتصادي وعمله الإيجابي حول المنعطفات التي مرت بها الحياة السياسية في الكويت».


عدد الزيارات : 1731 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق