> برلمانيات

مبنى «صباح الاحمد» في مجلس الأمة يستكمل جماليات الصرح الديمقراطي التاريخي للبلاد


مبنى «صباح الاحمد» في مجلس الأمة يستكمل جماليات الصرح الديمقراطي التاريخي للبلاد

بتصميم معماري عصري مستوحى من شكل أمواج الخليج العربي استكمل مبنى صباح الاحمد في مجلس الأمة جماليات الصورة الى جانب (الخيمة العربية) وهو الشكل الذي يتخذه المبنى التاريخي لمجلس الامة كصرح ديمقراطي للبلاد.
وسجل افتتاح مبنى صباح الاحمد الجديد في مجلس الأمة برعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه يوم أمس نقلة عمرانية جديدة لمجلس الامة صاغت عهدا معماريا على الطراز الحديث لمقر المؤسسة التشريعية.
ويمزج العهد الجديد بين جمال الحاضر وعبق الماضي فإلى جانب المبنى التاريخي لمجلس الامة الذي وقف شامخا على مدار عقود شاهدا على محطات مهمة في تاريخ الكويت سيشارك هذا المبنى حقبا جديدة في ساحات العمل التشريعي والسياسي.
وتبلغ المساحة الاجمالية للمبنى الجديد الذي يقع ضمن حدود مجلس الأمة القائم على شارع الخليج 48 الف متر مربع منها 26 الف متر مربع مساحات خضراء.
وضم المشروع عددا من الحدائق الموزعة على مناطق الفراغ بدقة متناهية كما تتنوع في تشكيلها بين الأعشاب والحجر الطبيعي ويطلق عليها اسم الحدائق الفضية المائية وتشمل كل حديقة منها نباتات فريدة لها خصوصيتها المتعلقة بفصلها المناخي والتي تبرزها عن بقية محتويات الحدائق المنتشرة داخل المشروع كما تم استعمال عنصر الماء بطرق مختلفة في تصميم الحديقة المركزية والحدائق الصغرى.
وحمل تصميم وتوزيع الزراعات التجميلية التي اضفت جمالا ورونقا يستكمل روعة تصميم المباني اقتباسات من البيئة العربية الاسلامية حيث صممت الحديقة المركزية بشكل مبتكر ومتميز يجمع كل عناصر الطبيعة من خلال تلة خضراء وجداول مائية وصخرتين عملاقتين تحتضن بداخلهما الأنشطة والفاعليات السياسية والاجتماعية لمجلس الأمة.
أما عن المباني فيبلغ اجمالى المساحة المبنية 37700 متر مربع مكونة من بنايتين رئيسيتين هما مبنى الأعضاء بمساحة 4750 متر مربع ومبنى مركز المعلومات بمساحة 3900 متر مربع الى جانب مبنى مواقف سيارات بمساحة 9050 متر مربع ويتسع ل 404 سيارة اضافة الى المواقف الخارجية للنواب وكبار الزوار بسعة 118 موقفا.
وترتبط البنايتين مع المبنى التاريخي للمجلس عبر ممر زجاجي على بعد أمتار من قاعة عبد الله السالم يؤدي مباشرة إلى البهو الرئيسي لمبنى الأعضاء الجديد والممتد بطول المبنى بإطلالة متميزة على الخليج العربي عبر ساحة خضراء تلف الساحة الأمامية على جانبي المدخل الرئيسي للمبنى.
وقسم البهو الى عدة استراحات للانتظار يفصل بينها عازل حاجز للصوت بما يضمن خصوصية الجالسين اذ يضم البهو مصلى للرجال وآخر للنساء وغرف معدات وخدمات.
وإلى جانب ذلك توجد مداخل مستقلة للمبنى فيدخل أعضاء مجلس الأمة وكبار الزوار من خلال المدخل الرئيسي القائم على شارع الخليج العربي عبر طريق مسطح تم تجميله بنوافير مائية محاطة بالحجر الابيض والاسود تأخذ نفس تموجات المبنى التي تعبر عن حركة الامواج البحرية للخليج.
ويغطي مدخل البهو الرئيسي مظلة زجاجية من الاونيكس تمتد لمسافة 9 أمتار قائمة على أربع أعمدة من الستانلس ستيل ومغطاة بحجر من الاونيكس الابيض الشفاف ومحاطة بعناصر مائية ونباتية تؤدي دور جمالي فضلا عن ربط المدخل بمواقف تتسع ل 118 سيارة.
وعند عبور البوابة الرئيسية دخولا الى المبنى توجد نقطة أمنية ثم كاونتر استقبال مزين برسوم ونقوش ذهبية وبجوار المدخل الرئيسي تقع استراحة كبار الزوار بما تملكه من اطلالة على الخليج عبر واجهة زجاجية وبالجانب الآخر للمدخل الرئيسي تم تخصيص مكتب لضابط الامن والعلاقات العامة وموقع المقابلات الصحفية.
ويعد البهو الرئيسي مدخلا لمبنى مستقل يضم المسرح الذي تستوعب قاعته ما يقارب 500 شخص ويشمل 3 غرف للترجمة الفورية وإلى جانبه يقع مبنى أخر يضم القاعة متعدة الاغراض والتي تتسع لما يزيد عن 80 شخصا وهي مهيأة لاستقبال أكثر من نشاط في توقيت واحد.
وصمم المبنيان المتجاوران على شكل قبة من الحديد ذات فواصل خشبية مغطاة من الخارج بألواح رمادية خفيفة من الزنك مما يضفي مظهرا خارجيا جميلا مع بساطته ويمنح المبنى القدرة على مقاومة مختلف الظروف المناخية وتغطي الالواح الخشبية المنحنية الشكل الداخلي للمسرح بينما تغطى الفتحات الموجودة في السقف بوحدات الاضاءة ومخارج الهواء ويساعد تصميم القاعة الداخلي على شكل دائري الحضور على ان يكونوا اكثر قربا من المنصة.
ويأخذ الشكل الخارجي لمبنى القاعة متعددة الأغراض صورة مصغرة لشكل المسرح وسط الحديقة الخلفية لمبنى الاعضاء ويسمح تصميمها الداخلي بالتقسيم الى قاعتين منفصلتين من الداخل وقد زودت بمداخل وشبابيك مقابلة للحديقة ويمكن الوصول اليها مباشرة عن طريق الحديقة دون الحاجة لدخول المبنى الرئيسي.
ولأن تصميم المباني الداخلية ضمن المبنيين الرئيسيين للمشروع قد وضع كل شيء في مكانه الصحيح مراعيا الجوانب الجمالية اضافة الى طبيعة استخدام المبنى فقد انشئت القاعة المتعددة الاغراض والمسرح في احواض ماء على شكل صخرتين في الماء حيث تم توظيفهما ضمن الشكل الجمالي للحديقة بما يعطي منظرا متميزا ومبتكرا للشكل العام للحديقة المركزية.
وبالعودة إلى البهو الرئيسي صعودا عبر أربعة مصاعد بانورامية إلى مكاتب النواب الموزعة على خمسة أدوار في المبنى الرئيسي الذي تم تصميمه على شكل قوس منحني يضمن اطلالة على الخليج لجميع مكاتب النواب فيضم كل دور منها 15 جناحا لأعضاء مجلس الأمة بمساحة 136 متر مربع للجناح الواحد.
ويضم هذا الجناح غرفة مكتب العضو بمساحة 40 متر مربع ومكاتب السكرتارية ومنطقة انتظار للزوار وممر خاص للعضو كما يضم كل دور غرفتين للاجتماعات إضافة إلى غرف الخدمات ومصاعد خاصة بالنزول إلى المسرح والقاعة متعددة الاغراض.
ويتم دخول الموظفين والزوار إلى مبنى الاعضاء عن طريق ممرات تربط مبنى مواقف السيارات بالدور الارضي لمبنى مركز المعلومات فيما يتم دخول مبنى الاعضاء مرورا بنقطة امنية موجودة في بهو مبنى مركز المعلومات إلى ممر أخر تحت الحديقة المركزية وصولا إلى مبنى النواب.
ويقع الجزء الثاني من المبنى الجديد المخصص لمركز المعلومات والذي يأخذ شكل مثلث جنوب مبنى مجلس الامة وعلى استقامة الواجهة الشرقية منه وقد صمم على ارتفاع ثلاثة أداور يشمل دورين علويين وسطح المبنى وسرداب يغطي كامل مساحة المبنى فيما تشكل الواجهة الغربية للمبنى الحدود الشرقية للحديقة المركزية.
ويغطى المبنى بكسوة خارجية من نفس نوعية الحجر المستخدم لمبنى الاعضاء بينما زودت الواجهة الخلفية بفتحات زجاجية واسعة تطل على الحديقة الداخلية المركزية التي تقع بينه وبين مبنى النواب الجديد وقد اخذت بدورها فكرة الساحات الاسلامية المغطاة من العمارة الاسلامية التقليدية لتكون تلك الحديقة نقطة التقاء بين المبنيين.
ويضم البهو الرئيسي لمبنى مركز المعلومات نقطة امنية وكاونتر استقبال وغرفة التحكم الرئيسية للمشروع وغرفة الخدمات وقد وزعت الخدمات المركزية في المبنى على زواياه الثلاثية بينما تم ربطه بالمبنى التاريخي لمجلس الامة من خلال جسر زجاجي لتسهيل اتصال الموظفين به.
ويشمل الدور الارضي للمبنى مناطق الانتظار والمكتبة وقاعة للدوريات والمراجع ومكاتب ادارية وغرف معدات وخدمات أما الدور الاول والثاني فيشمل مكاتب ادارية وغرف الكمبيوتر وغرف سيمنار ومحاضرات ومصلى للرجال واخر للنساء وغرف اجتماعات واخرى للمعدات والخدمات.
ومر انشاء المبنى الجديد لمجلس الامة الذي بدأ عقده في 2008 بمراحل متعددة وعراقيل عدة إلى ان أعاد (مجلس 2013) الحياة للمشروع وتمكن من انجازه (بعد توقف منذ 2011) في سبعة شهور وبمدة زمنية أقل من المقرر وهي تسعة أشهر.

عدد الزيارات : 1251 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق