> مقالات

رمضان شهر العبادة أم شهر الوسادة؟

كتب : د.اميره الحسن |
رمضان شهر العبادة أم شهر الوسادة؟

أعلنت الدول العربية رسميا بدء شهر رمضان المبارك فاستنفر الجميع وكأنهم فوجئوا بالخبر! اصبحت الشوارع المزدحمة بصورة مزعجة أكثر ازدحاما حتى وقت متأخر من الليل. ثم أن أرفف المحلات والجمعيات التعاونية امتلأت بالكريم كرميل والجلي بكميات هائلة ما لبثت ان اختفت في لحظات، وظهر تأثير الشهر وكأننا داخلون في حالة حرب ولذا مطلوب الحصول على أكبر كمية من الطعام واستهلاكه بالحال! وانتشر فيديو هجوم المشترين على علب أحد المشروبات الشهيرة حتى قلبوا سلة الحاوية على الأرض لأن كان عليه تخفيض سعر.
كثيرين دققوا في عدد ساعات الصيام الطويلة جدا وقارنوا بين عددها المتفاوت بين دولة وأخرى حتى بات الريكومنديشن قضاء رمضان في الأرجنتين وتجنب فنلندا تماما لطول ساعات الصيام التي تصل إلى يوم كامل!.. ومرافقي المرضى في أوربا انزعجوا لأنهم سيصومون لساعات أطول.
والطلبة ابتهجوا لأن رمضان صادف عطلة الصيف! ولذا فهم ينامون ويرتاحون طوال النهار ويلعبون ويأكلون في باقي اليوم الى أن يناموا ثم يصحوا مرة أخرى لأجل طعام ماقبل الامساك ثم يعودون للنوم مجددا!! أي أن الصيام انتقل من العبادة إلى النوم على الوسادة!
وفي مشهد آخر أكثر جدية وحزنا يتمثل بالدول التي لا زالت تعاني من ويلات الحرب وتداعياته، فهنا ليست حرارة وقائظ الصيف مشكلتها مثلنا، ولكن القدر حتم عليهم أن لا يوجد ما يكفي من الكهرباء والماء والطعام ولا الأمان ولا المكان ولا المال.. لا يوجد شيء عندهم ..
ما هذه الفوضى المتناقضة؟ لا يهم! تعاطف معهم في قلبك! في رمضان برامج التلفزيون تكفي! فقبل مدفع الافطار يصبح التنافس مستعرا ما بين الطبخ وبرامج الأذكار! والمسلسلات وبطولات كرة القدم ممتدة حتى الأسحار! حتى تحول شهر رمضان من شهر القرآن إلى شهر كأي شهر آخر في العام.
الزبدة؟ ما ستفعله اليوم والآن سوف يكون في لحظات جزء من الماضي! ماضي يصل إلى حد التعبير "رمضان في الأعوام الماضية كان مختلفا عن رمضان الآن" .. وبالمحصلة ماذا ستضع في سلة ذكرياتك الآن؟ رحلة إلى المسجد مع طفلك الصغير يتذكرها بالمستقبل أم وضعية "ماني بصايم! من له خلق لا تاكل عشان تحس باحساس المحروم!"
هذا والأمر متروك لكم لاتخاذ ما ترونه مناسبا بهذا الشأن. 
  د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 1641 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق