> مقالات

من الخوئي إلى الحشد .. ومن صدام لداعش ..

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
من الخوئي إلى الحشد ..  ومن صدام لداعش ..


الكثير من الناس في وقتنا الحالي لا يزالون يجهلون تفاصيل الغزو الصدامي للكويت وكل ما يعرفونه عن ذلك الغزو المشؤوم هي أمور ظاهرية، ومعلومات سطحية .. وللأسف نجد البعض، لسبب أو لآخر، يقوم بالتدليس والكذب على هؤلاء بهدف إيقاعهم بمغالطات وتشويه الحقائق أمامهم .
و لكي نتوصل للحقائق المطلوبة والضرورية لتصحيح المسار في التعامل مع الحروب الثائرة في المنطقة والأطراف المتداخلة بها .. علينا أن نعود للوراء قليلاً ونستذكر المواقف المؤيدة لصدام من البعض و ذاك التصفيق على كل خطوة قام بها لقمع الشعب العراقي وتصفية رجال الدين المعارضين له و وضع البقية منهم تحت الإقامة الجبرية لنصل في النهاية لفكرة غزوه لبلدنا الحبيب الكويت التي أكملت تجسيد شره و إرهابه وغدره .. ثم نربط تلك الأحداث بالواقع الذي نعيشه اليوم .. وما أشبه الأمس باليوم !!
إن ما يجهله الكثير من الناس، بسبب عدم دقة المتابعة بالإضافة إلى التعتيم الإعلامي المتعمد وتدليس بعض رجال السياسة "الصداميون"، هو أن المعارضة العراقية إبّان عهد صدام والتي كان البعض يصفق لقمعها على يده .. وقفوا موقف التصدي لغزوه للكويت، و منهم آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي الذي أفتى بحرمة صلاة الجنود الصداميون على أرض الكويت لأنها أرض مغتصبة .. فهل كان إخفاء مثل هذا الموقف إعلامياً يهدف لدعم المقبور صدام حتى بعد غزوه للكويت ؟
وبعد هذه الوقفة التاريخية نجد بعض المواقف تعيد نفسها بالنسبة لما يحدث في العراق، فمن أيد صدام بالأمس يقف اليوم من حيث يعلم أو لا يعلم مع فلوله الدواعش .. رغم علمه بأن الجناح العسكري لداعش يتكون من ضباط مخابرات المقبور، بالإضافة إلى المرتزقة الذين تكالبوا من هنا و هناك، وذلك ليشكل الجناح السياسي لهم  بل و يمدهم بالمال و السلاح .. و لا أعلم لماذا يتجاهلون التاريخ الصدامي! لماذا لم يعرفوا أن دعم الإرهاب لأسباب طائفية يرتد على أهله؟ ألم يدعموا في السابق صدام لأسباب طائفية ثم ارتد بإرهابه عليهم ؟!
إن الحشد الشعبي الذي يصفه الصداميون كذباً وزوراً بالطائفي، يُكمل اليوم الجزء الثاني لموقف السيد الخوئي رحمه الله الذي غلب عليه الطابع السياسي في مناهضة صدام بشكل عام والتصدي لغزو الكويت بشكل خاص، يُكمِله بفتوى سيستانية جهادية ميدانية، الهدف منها هو التصدي للدواعش فلول المقبور صدام، و حماية العراق منهم، ومنعهم من تنفيذ تهديداتهم للمنطقة وعلى رأسها الكويت التي هُدّدت من قِبل الدواعش بل وذاقت المرار الداعشي في تفجير "الصوابر" بعد أن ذاقت المرار في غزو زعيمهم صدام .
ومثل تلك المواقف من الغريب أن تصدر من هؤلاء الذين يدَّعون دائماً أنهم ضد الإرهاب .
وها نحن الآن نستعرض التاريخ لنربطه بالواقع وبالأدلة و البراهين ورغم ذلك نحن على علم أن هناك من سيتصدى لهذه الحقائق بالأكاذيب والتدليس، لكنا لن نألوا جهداً في فضح كل المؤامرات الصدامية الداعشية الصهيونية التي تستهدف كويتنا الغالية و دول الاسلام قاطبة ...
والله ولي التوفيق
عبدالعزيز بومجداد

عدد الزيارات : 3885 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق