الثقافة الغربية وتأثيرها على ثقافتنا العربية

كنا بالسابق نتحدث عن الغزو الفكري الذي أصاب مجتمعاتنا بسبب التأثير المباشر والإنبهار والتطور لدى الغرب مع العلم أن معظم العلوم كانت بدايتها من حضارتنا لكننا تركنا الإنتاج ولم نقوم بتطوير هذه العلوم وانشغلنا بصراعات لا تحمل أي فكر وأي منطق مع العلم أن (عقدة الخواجة ) الغربية مازالت موجودة لدينا.

لقد اصبح التفكك الأسري والانحلال الأخلاقي يغزو ثقافتنا فنرى أبناء مجتمعاتنا يطبقون قانون الدول الغربية، لكنهم مازالوا يتجاوزونه بمجتمعاتنا، ويعيشون بصراع بين تطبيق القانون والعادات والتقاليد فأصبحت الأعراف أقوى من القانون مما أدى إلى تهتك بالمجتمع وكسر القوانين، والجميع غير راضي على وضعه وأصبحت اليوم هذه الأمور تطفو على السطح من ما أدى إلى خروج جيل فاقد التوجه ومتلون على حسب مصالحه ليس الكل لكن الأغلب وذلك بسبب المنهجية المدروسة لتدمير عقولنا فأصبحت الولاءات ليست للدولة إنما لطائفة وفئة أو قبيلة واصبح تقديس الأشخاص لدرجة وضعهم بالمعصومين عن الخطأ، مع العلم ان هناك جزء سيء من ارثنا التاريخي الذي عانينا منه من حروب ودمار وإنقسام الشعوب فاصبحت المجتمعات لا تمتلك توجه واحد بسبب الصراع الفكري الذي تعيش فيه مجتمعاتنا مع العلم أن المجاملات والأعراف والمحسوبية طغت على القانون وهنا مع العلم أن الجيل متعلم لكنه مازال يعيش بصراع فكري فعلينا أن نعزز القانون ونطبقه بدون أي محسوبية ونغير من تقديس الشخصيات ويكون التفكير بالتجرد من المصلحة الخاصة والنظر للمصلحة العامة فهنا نحتاج اجتثاث ثقافتنا وتغييرها إلى ثقافة التعايش وقبول الآخر حتى ننعم بمجتمعات خالية من العنصريات ونثبت أننا أقوى من الغرب بإحترامنا للقانون وأنفسنا . 

لذا علينا أن نفكر بعمق بقوله سبحانه وتعالى في سورة الرعد (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

فالتغير يبدأ من النفس والأسرة والتي تنعكس على المجتمع . 

حفظ الله أوطننا من الفكر المنحرف

 

@Mohammad454

محمد مهلهل الياسين