> مقالات

اعلاماً بلا ضمير...شعباً بلا وعي


اعلاماً بلا ضمير...شعباً بلا وعي

اعلاما بلا ضمير - شعبا بلا وعي 
بقلم الاعلامية غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية

محظوظ من ولد او عاش في فترة الستينات والسبعينات– فهؤلاء عاشوا الفترة الذهبية في كل شيء في الرياضة والفن والغناء– كل شيء في ذلك الوقت كان مختلفا عما نحن عليه اليوم –كان هناك  فن اصيل  راقي خاصة في الطرب والاغاني – اما اليوم فلن اقول الا "لا حول ولا قوة الا بالله " الغالبية من فنانين اليوم والمطربين لا اراهم سوى اراجوزات تتحرك – اصوات جمّلتها التكنولوجيا الحديثة التي تغطي عيوب الصوت للمطرب وعيوب حنجرته – اما الاشكال فلم تعد كما خلقها الله ولكنها وبفضل العمليات التجميلية واعتذر من كتابة التجميلية والصواب التخريبية والتشويهية لان لم يعد الفم فم ولا العين عين ولا الحاجب  حاجب ولا شيء بالجسم طبيعي كما خلقه الله، وكأننا نقول للخالق عز وجل لم يعجبنا صنعك لذا لا بد من تغيير خلقك وهو القائل ( ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم) – للاسف هناك فسوق وفجور وخلاعة في كل شيء في المشى والكلام والحركات والرقص واللبس وقليل منهم من حافظ على نوعية الفن ذو الرسالة الهادفة في هذا الزمن الاغبر المزيّف .... ومن ثم نتساءل ماذا جرى لبيوتنا وماذا جرى لابنائنا وبناتنا من وراء هؤلاء الفنانين والفنانات والمطربين والمطربات الا اننا علّمنا بناتنا الخلاعة والمياصة  وقلة الادب بالتقليد الاعمى للفنانات والمطربات اما ابناءنا الذكور فأصبحوا كأصابع البسكوت بالشاي من كثر النعومة فلم نعد نرى الرجولة والخشونة فيهم ..
ولا ادري أُعاتب من والقي اللوم على من ؟؟ هل أُلقيه على وزارات الاعلام في عالمنا العربي الذي أصبح بلا رقابة والذي ساهم بالموافقة ببث ونشر سواء عبر الاعلام المرئي او من خلال اقامة واستضافة المهرجانات والحفلات التي ساهمت بشكل كبير بضياع هويتنا العربية  والتي  من  صفاتها وسماتها الحشمة والاخلاق، ام أُلقي اللوم على أصحاب ومديري القنوات الفضائية وعلى منتجي البرامج والافلام ام على الشعراء واصحاب الاقلام التي بسببها دُمرت بيوت وتشتت الاسر، بسبب الكم الهائل من البرامج التافهة شكلا ومضمونا ليظهر الفساد في البر والبحر بما صنعت أيدي الناس بالضبط لينطبق على وطننا العربي( اعطني اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعي). 
 فالفن الذي لا يُقدّم قيَمة حقيقية  للمجتمع يساعد في نشر ثقافة الفساد والانحلال الخلقي والاخلاقي والتفتت بين افراده... وأتمنى ان يكون هناك قانونا حازما تُحرر فيه مخالفات مالية لكل من يسمع او يشاهد هؤلاء المطربين والفنانين الشواذ بمظهرهم وحركاتهم على المسرح او بالفيديو كليب او بالافلام  وان تُمنع وتعاقب كل القنوات من عرض مثل هذه البرامج الهابطة والكليبات والاغاني وان تم استضافة احدهم لمهرجان غنائي ما يكون هناك قوانين ولوائح في اللباس والحركات وطريقة الوقوف والغناء على المسرح حيث أن الاقبال هائل على مثل هذه المهرجانات وخاصة من المراهقين وصغار العمر– فالمجتمع بالاسرة وبالابناء اولى من ان نحافظ عليه وعلى اخلاقياته من كنوز الدنيا وما فيها – وأقولها وبكل صراحة أنني  استحي وأخجل من مشاهدة اعمال بعض الفنانات والمطربات أمام ابنائي رغم أنهم ولدوا في الغرب بسبب طريقة رقصهن وحركاتهن ولبسهن وميوعهن وكأنهن راقصات وغواني في ملاهي ليلية واستحي ان ازيد عن هذا الوصف.
لقد قال ابن خلدون: «تصل الشعوب إلى أسفل الدرجات بوصول فنانيها ومثقفيها إلى أسفل الدرجات، وتعلو وتسمو إلى أعلى الدرجات بعلو وسمو فنانيها ومثقفيها إلى أعلى الدرجات. وهذا خلاصة الكلام، ان اردنا مجتمع صالح وأبناء وبنات باخلاق عالية علينا ان نراعي ما نقدم لهم من فن وما نغذي به عقولهم ونبعد كل من يسيء للفن بلباسه وحركاته وكلامه وأفعاله.
ولنرسل باقات شكر لكل مطرب وفنان حافظ على اخلاقيات مجتمعاتنا العربية  وهويتها أو حمل قضايانا بفنه و اغانيه ولم يتغيّر ولم يتبدّل ولم ينجرف وراء التيار او وراء المال الذي لن يحمله معه الى قبره بعد موته.
عسى ان نفيق يوما من ما نحن عليه اليوم من ضياع وتقليد اعمى دمّر مجتمعاتنا وعاداتنا واعرافنا ودمّر أبناءنا وبناتنا وكانوا سبب في ضياع الكثير منهم، فهل هناك من حل ؟؟؟؟

عدد الزيارات : 2262 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق