> مقالات

مقالة محكوم عليها بالإعدام

كتب : د.اميره الحسن |
مقالة محكوم عليها بالإعدام

في هذه الأيام بالذات ، المطلوب أن يلجم الكل لسانه بسلسلة ولا يتكلم حول أي أمر لأنه ان تكلم سوف يكتشف لاحقاً بأنه تم التغرير بأفكاره وتضليلها وبالتالي ردة فعله وكلامه مدانين! فما بني على باطل هو باطل وحسب فلسفة الرياضيات خطأ يؤدي إلى خطأ .. صح!
أصبح العاقل يحكم على أفكاره بالإعدام قبيل أن ترى النور خشية من أمرين الأول أن يفقد مصداقيته أمام الناس ، والثاني أن وسائل التكنولوجيا الحديثة بإمكانها الاحتفاظ بنسخة عن كل أمر تقوم به عبر وسائل الاعلام .. وحتى ان تراجعت بعد النشر بجزء من الثانية ومسحت كلامك ولغيته ستفاجأ بان هناك من التقط فكرتك واحتفظ بنسخة عن الفكرة الممسوحة لتكون مرجعا في المستقبل أو أن يجعل منك مادة للتندر مع باقي الشعب! والأمر ينطبق على نشر فيديو أو ارسال مادة صوتيه، فأحيانا تقول كلام محايد ولكن في المستقبل يفهم كلامك بالمقلوب!!
إنا لله وإنا اليه راجعون!
هل لهذه الدرجة وصلنا؟
نعم وأكثر!
فأنت ان عبرت عن رأيك بالسياسة .. ربما تكون في داخلك غير مقتنع تماما لأن وسائل الاعلام تعج بالمعلومات المغلوطة والصور المفبركة والكتابات والمقالات المنشورة المعبرة عن توجه كاتبها الذي ممكن أن يهدف لغسيل دماغ القارئ.. وانت لا تريد أن تكون ذلك الكاتب!
وان أدليت بدلوك في العلوم .. ستفاجأ بكم المعلومات التي ثبت أن العلماء فبركوها! فقبل أعوام اتضح أن كثير من جماجم الانسان الأول في متاحف عالمية مرموقة ماهي إلا جماجم فصيلة من القرود تم نحتها والتلاعب بها وتقديمها للسذج من العامة وحتى العلماء على أنها بقايا انسان الغاب تم اكتشافها! فهناك فئة من الباحثين أساسا لا يهدفون للبحث العلمي ولكنهم يسعون للنشر.. وهم يقوضون المصداقية العملية عن طريق فبركة ما يصطلح عليه علميا بكلمة ( داتا )!
وبعدين؟ نتكلم بالطبخ؟ مللنا الطبخ وبرامج الطبخ التي تملأ شاشات التلفاز في جميع ساعات النهار والليل.. ولا نريد التحدث عن الأطفال أو الجرائم العنصرية المنقولة عن دولة تبعد عننا بثلاثة قارات! ولا عن الاحتلال البغيض في دولة تبعد عنا بالطائرة ثلاث ساعات! ولا عن فساد الاقتصاد.. ولا حتى عن وجود الماء في المريخ حسب وكالة ناسا الفضائية!
إذا؟
حكمنا بالآتي: يجب أن تلغى المقالة لأنها لا تقدم أي بعد فكري ولا تضيف للقارئ بعدا عقلياً جديدا!

  د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 2265 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق