> مقالات

الخميس الأسود .. لا أعاده الله .. وحفظ الله كويتنا

كتب : د. نبيله شهاب |
الخميس الأسود .. لا أعاده الله .. وحفظ الله كويتنا

 
يصادف اليوم ذكرى اجتياح الجيش العراقي الغاشم لوطننا الغالي الكويت واحتلالها بالكامل .. يوم لم يشهد الكويتيون مثيلا له من قبل، مزق فيه العدو القلوب كما مزق أجزاء الوطن ودنس أرضاً كريمة طاهرة .. قتّل وعذّب وسجن وشرد واغتصب وانتهك حرمات مصونة.
ولكنه من حيث لم يتوقع ولا يريد وحد الكويتيين أكثر مما كانوا متحدين، وصهرتهم هذه الكارثة في بوتقة الوطن ليتمازجوا ويتكاملوا ويشكلوا نسيجاً وطنياً قوياً موحداً لا تعرف السني من الشيعي ولا البدوي من الحضري، نسيج لم يقدر عليه العدو مهما بطش ونكّل وقتّل. بطش وقتل من دافع عن وطنه ومن كان وفياً لها، وقتل وعذب الكثيرين على مرآى ومسمع آبائهم وأهلهم. وأسر الكثير من أبناء الوطن الشرفاء لم يفرق بين رجل أو امرأة، وظل الأمل يحدوا أهالي الأسرى ليتفاجأوا بعد سنوات انتظار وشوق وألم وصبر أن أحبتهم تحت التراب والبعض منهم قد دفن في الكويت في مقابر جماعية، لينضم هؤلاء الأسرى الشهداء  الى كوكبة شهدائنا الأبرار ويكونوا غيمة خير وسلام وفداء للوطن الغالي .. تمطر على قلوبنا جميعاً حباً وولاءاً ووفاءاً ليستمر باذن الله ذلك الحب والتلاحم والتمازج الذي عشناه في فترة الغزو الغادر.
انتفاضة بعض الشرفاء من الدول الشقيقة والصديقة ووقوفهم الى جانبنا ومشاركتهم في احتضاننا والمشاركة الفعلية الفعالة في تحرير كويت السلام كويت العز، ليست غريبة عليهم ولا تكفي كل الكلمات لشكرهم ، و"لن ننسى" ما حيينا هذه الوقفة والتضحيات بكل أشكالها وأغلاها أرواح أبنائهم والتي بُذِلت في سبيل تحرير الكويت الغالية وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى  المملكة العربية السعودية.
كما أننا "لن ننسى" الغزو العراقي الغاشم بكل انتهاكاته وتقتيله وتعذيبه وتشريده لنا، وذلك أقل ما نقدمه لمن ضحى بروحه من أجل أن نعيش نحن ونتنعم "شهداؤنا الأبرار" قطعة من قلوبنا أنفاس فرح غابت عنا، و "لن ننسى" كذلك  غدر من وقف مع عدونا في ذلك الوقت وسانده وزوده بالسلاح لاحتلال وطننا وقتل ابنائنا وهتك أعراضنا من الدول التي حسبناها يوماً شقيقة أو صديقة .
قد "نصفح" ولكن تظل تلك الجراح دامية في حنايا أفئدتنا لذلك  "لن ننسى"  حباً في وطننا الغالي ووفاءً لمن ضحى من أجلنا سواءً كانوا أبناء الكويت أم أبناء الدول الشقيقة والصديقة الشرفاء الأحرار.
وسنبقى باذن الله تحت ظل ورعاية والدنا وأميرنا المفدى صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه يداً واحدة وقلباً واحداً ينبض بحب الكويت ضد عاديات الزمن ، وان اختلفنا في بعض الأحيان الا أن هذا القلب لا يمكن تقسيمه وتظل تلك الخلافات بيننا أيٍّ كان نوعها  والتي يصنعها ويغذيها ويفرح بها أعداءنا وأعداء الوطن كغيوم صيف تمر ولا تضر.
"الله يحفظ الكويت ويحفظ أميرنا المفدى يارب"
د. نبيله شهاب
⁦@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 3279 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق