> محليات

رثاء محمد علي العريان | بقلم: د .عبدالهادي الصالح


رثاء محمد علي العريان | بقلم: د .عبدالهادي الصالح

جيل تركيبات وصيانة المقاسم الهاتفية (من نوع الكرسبار ARF) من أواخر الستينيات ثم السبعينيات وما بعدها حتى بعد التحرير من الغزو الغاشم قبل ان تدخل المقاسم الالكترونية، واستخدام تقنية الالياف الضوئية، هذا الجيل لا ينسى الاستاذ والمعلم والمدرب الفني المواطن محمد علي عبدالنبي العريان، الذي كان يقود عملية تركيبات هذه المقاسم الممتدة من مدينة الكويت الى ضواحيها الى شمالا: الجهراء والصليبخات.. حتى العبدلي ثم الى الجنوب: الفنطاس والفحيحيل والاحمدي.. وحتى مقسم الزور، وكذلك مقسم جزيرة فيلكا، يساعده زملاؤه وجمع من الشباب الكويتي ومن العمالة العربية، ذلك الوقت الذي كان الهاتف الأرضي يشكل الشريان شبه الوحيد للتواصل والاتصالات للناس وللمؤسسات.
هذا الرجل الذي عملت معه ردحا من الزمن متدربا ثم فنيا، وجدت فيه الإخلاص والمثابرة والدقة والامانة في عمله في ذلك الوقت الذي كانت النظرة الاجتماعية تجل الموظف من ذوي الدشداشة المكوية والغترة المنشاة من وراء المكتب الانيق في اجواء التبريد المكيف، تجله أكثر من الفنيين من ذوي القمصان والبنطلونات، او البلسوتات الزرقاء! كان يزهو بلباسه الفني برشاقة، ويتابع تفاصيل العمل بمهارة.

دمث الأخلاق، لم يلهث وراء المناصب البراقة، يعمل بصمت، مثلما انتقل بصمت الى رحمة الله الاثنين الماضي.

رجل يجب تقديره من قبل الدولة وبالذات وزارة المواصلات، لأن في تقديره تقديرا للفنيين والمهنيين الحاليين وتشجيعا لهم.

رحمك الله يا بوخالد، وأسكنك فسيح جناته.


a.alsalleh@yahoo.com


عدد الزيارات : 1452 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق