> مقالات

أرفعوا أسعار البنزين ..... ولكن

كتب : خليل العريان |
أرفعوا أسعار البنزين ..... ولكن

لا اعلم هل هي صدفة أم هكذا هي الحياة .. فاليوم عاد بي شريط الذكريات لعهد الثمانينات من القرن الماضي، والذي كانت فيه منطقة الشرق الأوسط ملتهبة، فلبنان كان في حرب مع نفسه، والجارتين المسلمتين يتصارعان في حرب طاحنة، والإرهاب يضرب كل بقاع العالم، والطائفية إنتشرت وتتغلغلت في قلوب بعض ابناء الوطن .. كل ما يدور من حولنا اليوم جعلني أتذكر ذلك الزمن العصيب، وجاء قرار الحكومة المشابه لما حدث في بداية الثمانينات من زيادة في أسعار البنزين ليجعلنا نتذكر ذلك العهد .. 
قد يتفق الكثيرون أن إيقاف الدعوم التي تستهلك 19 % من الموازنة التقديرية للدولة اصبح "ضرورة" ونحن فعلا بحاجة إلى خطط اصلاح اقتصادي، وليس مجرد قصاصات ورقية توضع جنباً الى جنب لتشكل خطة الاصلاح .. ونحن بحاجه الى خطة محكمة وليس مجرد رفع لأسعار البنزين في دولة يمثل مواطنوها نسبة 33 % من تعداد السكان وفي المقابل تمثل سياراتهم تلك النسبة تقريباً .. 
أن زيادة أسعار البنزين سوف تستهلك 2 ٪ من دخل المواطن الشهري، ولكن من غير المعقول أن يحصل الوزراء والمسئولين على بنزين مجاني تتحمل الموازنة العامة للدولة والمال العام تكلفته، وفي المقابل يدفع المواطنين من جميع فئات الشعب تكلفة تعبئة سياراتهم الشخصية..
وكم كنت سعيداً عندما جاءت الأخبار أن أعضاء مجلس الأمة قد عقدوا اجتماعاً استثنائياً فور صدور قانون رفع الحكومة لأسعار البنزين، وتوقعت أن يأتي قرارهم بمشاركتهم بالاصلاح من خلال إتفاقهم على إلغاء المزايا التي يتمتعون بها من سيارات فارهة وكوبونات بنزين وغيرها، مشاركة منهم بخطة الاصلاح، وان يكونوا قدوة لنا كمواطنين .. ولكن جاءت النتائج عكسية للاسف، فلقد اجتمع الاعضاء من أجل أهداف انتخابية ودغدغة المشاعر، ومحاولة كسب رضى الناخبين والمواطنين والاصوات الانتخابية، وجاءت التطمينات باقتراح لصرف كوبونات أو بدل نقدي للبنزين والذي استحسنه البعض، والذي لا علاقه له بأي اصلاح نرجوه، ولكن حتي العمل بذلك الاقتراح، فإننا نأمل من جميع المسئولين واعضاء مجلس الأمة والوزراء تحديداً عدم الحصول على بدل تعبئة بنزين لسياراتهم اسوة بالمواطنين .. 
ان الشعب الكويتي يعشق هذه الارض ويتطلع للإصلاح والتنميه، وتستطيع الحكومة رفع اسعار البنزين، ولكن، .. في المقابل يجب إيقاف الهدر وملايين الدنانير التي تصرف هنا وهناك، فالإصلاح يبدأ من أعلى السلم الى الأسفل، والمبالغ التي تهدر حسب تقارير ديوان المحاسبة والتي تدونها وتسجلها كل سنة تتجاوز ما سوف توفره الدولة من زيادة أسعار البنزين ..

خليل العريان

عدد الزيارات : 6000 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق