> مقالات

من الملف الإزرق الى الإبتكار ..

كتب : خليل العريان |
من الملف الإزرق الى الإبتكار ..


يروى أنه في احدى الدول النامية وقبل سنوات طويلة، وقف عضو في البرلمان يسأل المسئول الحكومي: ماذا قدمت من إنجازات منذ أن وطئت أقدامك أبواب الوزارة الى يومنا هذا؟ إرتبك المسئول للحظات ثم وقف مبتسماً وقال : لقد قمت بانجاز سوف يتذكره الكثيرون خلال العشر سنوات القادمة وسيتذكره من سوف يأتي من بعدي .. واستمر ذلك المسئول بالحديث : لقد قمت بتغيير جميع ملفات الوزارة والتي تحفظ فيها المستندات الرسمية من اللون الاخضر الى اللون الازرق، لأنه افضل لعيون الموظفين والمراجعين ونحن نعمل من أجل راحتهم .. 
ذلك أيها الأعزاء هو نمط بعض المسئولين في دول العالم الثالث .. تبتسم لهم الأقدار ليجلسوا فجأة خلف مكاتب وفيرة وثيرة جميلة براقة، ويرتدون البشت الجميل المطرز ويستنشقون البخور الفاخر ويصلون الى مقر عملهم في أي ساعة يشاؤون بالسيارات الفارهة، يعيشون الوهم بأنهم حضروا من كوكب آخر لانقاذ البشرية .. 

أعزائي المسئولين الكرام سواء كنتم في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص اذا مررتم بجانب قصر السيف العامر في دولة الكويت الحبيبة أرجو أن تقرأوا ما كتب على مدخله .. "لو دامت لغيرك ما إتصلت إليك".
هناك العديد ممن سبقوك وسيلحقونك من الذين جلسوا أو سيجلسون من بعدك على نفس الكرسي وفي ذات المكتب وتبقى فقط الذكرى العطره للمخلصين من أبناء الوطن الذين يعملون من أجل المصلحة العامة وليس من أجل مصالحهم .. والأمثله كثيرة في وطننا الحبيب ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، المرحوم حمد الجوعان والذي يتذكره جميع الكويتيين بالخير فهو ومجموعة من الشرفاء من أبناء هذا الوطن ساهموا بإنشاء مؤسسة التأمينات الإجتماعية العريقة، والتي أصبحت الحصن الامين لكل كويتي ليضمن المستقبل المشرق لابناءه، فكيف هي الحياة بعد نهاية الخدمة من دون ضمان وتأمين ضد الشيخوخة والعجز والمرض؟ ونتذكر بالخير أيضاً السيد فيصل الشايجي وهو الذي سافر بالباخرة للولايات المتحدة الامريكية في رحلة طويلة ليعود بعدها كأول كويتي يحصل على شهادة في علوم الكمبيوتر، ويضع الكويت في مصاف الدول العظمي من خلال انشاء أول سجل مدني للسكان.. فاليوم لا نستطيع إنجاز أي معاملة دون استخدامنا للبطاقة المدنية والتي يعود الفضل فيها لله سبحانه وتعالى ثم للسيد الشايجي ومن كان معه من الشباب الوطني الذين عملوا الليل والنهار لانجاز ذلك العمل.. 
تلك هي النماذج التي نفخر بها وسوف يذكرها التاريخ، ومن على شاكلتهم هم من يجب ان يجلسوا على مكاتب المسئولين في دولة الكويت، فاولئك من نبحث عنهم ونحتاجهم لنواجه المستقبل وتقلبات أسعار النفط، ولا نحتاج لمسئولين لديهم واسطات وأسماء رنّانة، فالكويت فيها الكثير الكثير من الشباب اصحاب الشهادات الحقيقية ( وليس الشهادات الوهمية التى تم شراءها من البقالات الأكاديمية )، فلنجتاز يا حكومة مرحلة المحاصصة والأسامي البراقة، فالأسماء لا تصنع المستقبل المشرق .. 
 وأتمنى من كل مسئول أن يسال نفسه ما هي انجازاته؟؟ وماذا قدم لوطنه؟ .. 

وقبل الختام هناك كلمتان سقطتا من قاموس البعض أعيدها إليهم لعل وعسى .. وهما "الابتكار والابداع" فالابتكار يقصد به إيجاد أفكار جديدة وغير تقليدية لانجاز العمل، أما الابداع فهو تطوير وتنمية تلك الافكار المبتكرة .. عزيزي المسئول: أترك بصمة للأجيال القادمة يفتخر بها أحفادك ..  #وصلت

خليل العريان
18/9/2016

عدد الزيارات : 3744 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق