> مقالات

‏شخصياتنا .. هل نستطيع تغييرها؟؟

كتب : د. نبيله شهاب |
  ‏شخصياتنا .. هل نستطيع تغييرها؟؟

                         

‏هل فكرت في يوم من الأيام أن تغير من شخصيتك؟؟ الكثيرين فعلوا. 
‏هل فكرت يوماً أن تتقمص شخصية فرد آخر؟؟ البعض فعل.
‏هل من السهل عمل ذلك؟ 
‏وهل تغيير الشخصية أمر مهم في عملية التوافق النفسي والاجتماعي؟
‏في الحقيقة نعم فالتوافق يحتاج إلى شخصية خالية قدر الإمكان من السلبيات والمشاكل، ولذلك لا يوجد شخص لا يحب أن يتخلص من سلبياته ويغير من شخصيته ويتجه بها إلى الكمال من وجهة نظره. لكن ماهي مقومات نجاح هذا التغيير وما هي أفضل وأبسط الطرق لتغيير الشخصية؟؟
‏دون الخوض في أنواع الشخصيات التي تحدثت عنها المدارس والنظريات النفسية والتي أسهبت في هذا المجال بصورة نفسية دقيقة، نحدد حديثنا عن الشخصية بشكل عام أيٍّ  كان نوعها  وكيفية تغييرها للتخلص من سلبياتها.
‏باختصار أهم مقومات التغيير ..
‏أولا: الرغبة الصادقة في إحداث تغيير في الشخصية والتخلص من سلبياتها، فلا يستطيع أي إنسان أن يقوم بأي عمل بنجاح دون أن يكون هناك رغبة أو دافع قوي للقيام بذلك .
‏ثانياً: أن تكون الظروف المحيطة بالفرد مناسبة للقيام بالتغيير وأهمها التوقيت المناسب، فلا يختار الفرد على سبيل المثال وقتا يكون هو في بداية حياته المهنية أو الدراسية أو أن يكون يمر بحالة مرضية وغيره للقيام بذلك، اختيار الوقت المناسب مع توافر الظروف المساندة تسرّع في عملية التغيير وفي نجاحه كذلك.
‏أما خطوات التخلص من السلبيات الموجودة في شخصية الفرد أو سلوكه فتتمثل في التالي :
‏الخطوة الأولى في سلم تغيير الشخصية هي  "حب الذات"  أو تقبل وحب الفرد لشخصيته بكل إيجابياتها وسلبياتها، فلا يجب أن تُنبذ الشخصية أو يكرهها صاحبها بسبب تلك السلبيات.
‏ثم يأتي دور البحث  و"تحديد إيجابيات" هذه الشخصية والتركيز عليها وتضخيمها ومحاولة "تنميتها" وجعلها قوية ثابتة لأنها سوف تكون جدار الصد ضد الصعاب والصدمات والظروف خلال رحلة تغيير الشخصية والتخلص من السلبيات.
‏وبعد ذلك وبعد أن تم فرش الارضية القوية المناسبة  لعملية التغيير يبدأ "البحث عن سلبيات" الشخصية بدقة  وتكبيرها مؤقتاً وتسليط الضوء عليها لغرض التخلص منها وضعها في بوتقة التعديل او التحويل الايجابي .
‏من المهم  جداً عند البدأ في التغيير أن يكون هناك نوع من المجسات للشعور بهذه السلبيات أي أن يكون الفرد متيقظاً حساساً  تجاهها ويتحين حدوثها .. 
‏وتبدأ رحلة التغيير بمحاولة  التقليل من حدوث السلبيات قدر الامكان ثم استبدالها بأشياء ايجابية بديلة لها على سبيل المثال اذا كان التسرع أحد سلبيات الشخصية يكون الفرد يقظاً وينتبه كلما بدأ يتسرع بالحكم على الآخرين والأشياء أو الكلام أو الأفعال و يحاول أن يسيطر على سلوكه، ومن ثم يستبدل ذلك بأن يعود نفسه على أن يأخذ فترة تفكير مثلاً قبل القيام بأي عمل أو قول مما سبق ذكره .
‏وهكذا وبصورة تدريجية يقوم الفرد بعملية استبدال السلبيات بالايجابيات، على أن يكافيء نفسه كلما نجح، وإن أخفق لا يجب أن يشعر بالفشل والحزن بل يعتبر ذلك درسا أو خطوة مهمة في طريق النجاح.
‏ومن البديهي أن تكون رحلة التغيير بطيئة وشاقة وبها محطات قد تكون محبطة لكن الرغبة في التغيير والدافع لذلك يلعبون أكبر الأدوار في إتمام هذه الرحلة والوصول الى نهايتها بنجاح .
‏د. نبيله شهاب
‏ns_sunshine4

عدد الزيارات : 4497 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق