> مقالات

"نفي" الأخبار اصبح وصمة عار ..

كتب : خليل العريان |


خلال السنوات الأخيرة حققت مواقع التواصل الاجتماعي إنتشاراً واسعاً في العالم العربي وبين جيل الشباب تحديداً، وتزامن ذلك مع انطلاق احداث ما يعرف بالربيع العربي .. فمواقع التواصل تتميز بسرعة نقل الاخبار والاحداث وبالصوت والصورة، وامكانية نشرها فوراً ولحظياً وعلى مدار الساعة وجعلها في متناول القارئ، واصبحت تلك المواقع نافذة الشباب للحرية في التعبير عن الرأي والتي حرموا منها لسنوات طويلة بسبب سيطرت البعض على الاعلام بشتى وسائله، واصبح الشباب اليوم هو من يقود المشهد الأعلامي من نقل وتناقل وتحليل للاخبار، وحرية لأقصى حدود لم تتوفر لهم سلفاً، ورغم محاولات الدول تنظيم وتحديد سقف تلك الحرية الا انها لازالت تواجه صعوبة بذلك، فالحسابات الوهمية ستبقى موجودة ومن خلالها يتجاوز البعض الخطوط الحمراء أحياناً ..
ومع صدور قانون الاعلام الالكتروني قبل أشهر قليلة وتقديم أكثر من ٣٠٠ طلب تقريباً لإستخراج تراخيص لصحف إلكترونية في دولة الكويت، جعل مستقبل الصحف الورقية مظلم، وقد يؤدي وقريبا الى دخولها النفق المظلم، وإعلان نهاية عهد الصحف الورقية، والتي متوقع أن تلفظ بعضها هذه الايام انفاسها الاخيرة، وأن تغادر شارع الصحافة، وانضمامها قريباً الى قائمة الصحف الورقية الكثيرة التي اغلقها ملاكها في العالم .. فعلى الرغم من محاولات الصحف الورقية نشر المانشيتات البراقة إلا أن الاوضاع اليوم مختلفة .. فالكثير من الصحف المشهورة تعاني من اوضاع اقتصادية سيئة، فالكثير من الوكالات الإعلانية في دولة الكويت قد سرحت موظفيها، وأوقفت نشاطها بسبب تغيير الشركات الكبرى لطرق نشر الاعلانات في الوسائل التقليدية القديمة ..
وخلال السنوات القليلة الماضية توقفت الكثير من الصحف والمجلات من الطباعة في العالم، وتم تسريح جيش كبير من العاملين بها من الاعلاميين، ومنها على سبيل المثال لا الحصر صحيفة نيوزويك وجريدة «إندبندنت» البريطانية المعروفة والعريقة، وجريدة فرانس سوار الفرنسية والتي اعلنت توقفها نهائياً عن الصدور في نوفمبر 2011، واكتفت بالنسخة الالكترونية ..
إن نهاية الصحف الورقية أصبحت وشيكة، وهي مسألة وقت وقبل الختام أنصح الاعزاء العاملين في تلك الصحف "اتركوا الاثر الجميل قبل الرحيل"، ولا تلطخوا ماضيكم الجميل باشاعات المانشيتات البراقة، فالقراء اليوم اكثر وعي وادراك من السابق، و"نفي" الأخبار اصبح وصمة عار في جبين الصحف المطبوعة فالاستمرار الكترونياً بعد ذلك ممكن ولكن فقط للصحف  والاعلاميين اصحاب المصداقية ..

بقلم/خليل العريان
30/9/2016

عدد الزيارات : 2121 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق