> مقالات

السلوك الغذائي لمصابي السيلياك ...... بقلم : أ. ليلى حسين آغا

كتب : أ. ليلى حسين آغا |
  السلوك الغذائي لمصابي السيلياك ...... بقلم : أ. ليلى حسين آغا

  السلوك الغذائي لمصابي السيلياك
بقلم : أ. ليلى حسين آغا
أختصاصية تغذية علاجية/ مدرب دولي/ مؤلف كتاب "التغذية ميزان السكري" 

أي مشكلة صحية تقابلها تغيير نفسي أو سلوكي، و لا يعني يكون سلبي أو خاطئ، فما بالك مع مشكلة في الجهاز الهضمي حيث يجبر المريض إلى تغيير و تعديل نوعية الأغذية التي يتناولها لتتناسب مع العلاج الطبي !!
و بالنسية إلى المصابين بحساسية القمح (السيلياك) الذين يمنع عنهم أي مادة غذائية تحتوي على الجلوتين Gluten و منتجاته و عليهم تطبيق النظام الغذائي الخالي من الجلوتين طوال حياتهم، لأنهم إن تناولوا كمية قليلة منها تبدأ عوارض الحساسية من الإسهال و التقيؤ و انتفاخ الأمعاء و غيرها بالهيجان، و ذلك يسبب الإحراج مع الآخرين و تفضيل الإنعزال عن الحياة الإجتماعية.
فمن هنا علينا تفهم السلوك الغذائي لمصاب السيلياك، بسبب النقص الحاد في العديد من المواد الغذائية في الجسم لسوء امتصاصها في الأمعاء، و أهمها فيتامين D و الزنك و B والحديد والكالسيوم، و جميع ما سبق يسبب:
1- الوهن (التعب العام)
2- الإرهاق الشديد
3- آلام العظام و ضعفها
4- عدم القدرة على التركيز لفترة طويلة
5- السرحان
6- التقيؤ
7- فقدان الشهية
8- رفض تناول الطعام
9- الإكتئاب
10- تقلب المزاج
11- عدم القدرة على النوم بصورة متواصلة (الأرق)
12- فقدان الوزن
13- بعض الحالات يصابون بالنشاط الزائد أو الخمول الزائد.
14- الحاجة لإستخدام دورات المياة (الحمام) بصورة سريعة.
و من هنا على الشخص المصاب بالسيلياك و المسؤولين عليه (الوالدين أو من يرعاه) شرح حالته و أعراض المرض للعائلة و المقربين و أصحابه وحتى الزملاء في العمل، ليتعاونوا على تخفيف عوارض الحساسية إن حدثت و تفهم التغيير المفاجئ في سلوك المصاب عند تناول أي غذاء يحتوى على الجلوتين:
عدم إظهار تعبير الإشمئزاز 
الإسراع بإحضار الكرسي و مساعدته على الجلوس
الإسراع بتنظيف المكان من القيء.
تهوين الألم بكلمات تجبر الخاطر (لا بأس، أنتهى الأمر، المهم أصبحت أفضل، لا تحزن نحن معك، لا تحاتي كل شي تحت السيطرة)
الإبتسامة
المشاركة بتناول الوجبات المحضرة من المواد الغذائية الخالية من الجلوتين.
تشجيعه على إبتكار وصفات لذيذة من الطحين الخالي من الجلوتين.
الإستماع له إذا إشتكى من الألم
مشاركته في النشاطات المحببة له
إعطاءه شحنه من الإيجابية و الطاقة للعمل و الإنجاز
تذكيره بمواعيد الأدوية –إن وجدت-
تذكيره بتناول المكملات الغذائية من فيتامينات و معادن –حسب وصفة الطبيب أو أخصائي التغذية العلاجية .
قراءة بطاقة المعلومات الغذائية و التأكد من خلوها من الجلوتين و المادة الحافظة (الكراميل  E150 , A, B, C, D) قبل تقديمها للمصاب.
دعوته لحضور المناسبات الإجتماعية بإستمرار –حتى و إن تكرر رفضه للفكرة.

هناك معلومة يجب معرفتها، فالدراسات تؤكد على أن عدد من حالات السيلياك سيصاب بالسكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين –أي يحتاج جرعات أنسولين كعلاج-، و العكس صحيح، حالات السكري من النوع الأول في اي فترة من حياتهم ممكن أن يصابوا بالسيلياك، و السبب عدم انتظام هرمون الأنسولين الطبيعي بالجسم، و تاثر خلايا الجسم بالمضاعفات المرضية لعدم إنتظام معدل سكر الدم بصورة مستمرة.
و أجمل ما في الموضوع بأن مصاب السيلياك يستطيع العيش بصورة رائعة ما أن يمتنع عن تناول الأغذية المحتوية على مادة الجلوتين (Gluten Free) مع الإلتزام بالنشاط البدني الحركي اليومي لتقوية مناعة الجسم.
و لنعلم، بأن تصرفات و سلوك مصاب السيلياك ليست لسوء بشخصيته إنما هي أعراض نتيجة لما يعاني منه، و الحل الأمثل هو متابعة فريق طبي متخصص في علاج مرض حساسية القمح المكون من طبيب متخصص و أخصائية تغذية علاجية و مثقف صحي إجتماعي، و الأهم دور العائلة و الأصدقاء, لأن المصاب لن يسترد صحته إلا عندما يثق و يرى تفهم و مشاركة من حوله له في تخطي الأوقات الصعبة خلال مراحل المرض التي تستمر معه طيلة حياته.
تحياتي لكم،،

عدد الزيارات : 2538 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق