> مقالات

Game is Over

كتب : د.اميره الحسن |
Game is Over

في الألعاب الالكترونية ، عندما يخسر اللاعب بعد عدة محاولات فاشلة تظهر له على الشاشة جملة انتهت اللعبة ( Game is Over ) ، وهكذا عليه أن يبدأ اللعب من جديد ويحاول مرة أخرى.
هذا في العالم الافتراضي، ولكن كم من الفرص تقدمها لنا الحياة قبل أن نغادرها مودعين لانتهاء اللعبة الحقيقية :
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ  (20: سورة الحديد).
ومع علمنا بأن الحياة مؤقتة ولا شيء دائم إلا وجهه سبحانه وتعالى ، ومع تكاثر مشاهد الموت في حياتنا اليومية.. سواء على المستوى الشخصي في حالة وفاة من نعرفهم أو على مستوى المحيط من وفيات عالمية ومشاهد مرعبة من الموت بدء من صعقة موبايل أثناء شحنه بأذن نائم.. إلى الموت الشنيع الظاهر في حروب مرعبة تظهر على شاشة التلفاز.. ومع ذلك نتعلق بالأمل ونركض وراء أحلامنا الجيدة والسيئة وكأننا في حصانة من الموت.. نرغب بأفضل طعام وشراب ولبس ومسكن ومال وسفر ومتع وابناء وأراضي وشهرة واتباع وخدم وعبيد وكل شيء وأي شيء ممكن أن تطاله أيدينا .. وفجأة يظهر لنا انتهاء اللعبة للأبد.. ويتراء  لنا الموت.. ولكننا لا نريد!!
"حتى اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت.." سورة المؤمنون. 
حينها يتذكر سارق مال اليتيم أن وراءه حساب وكتاب ومن سرق واعتدى وساء خلقه.. يتذكر بأنه لا يريد هذه المتع ولكنه يريد أنفاسا جديده في رئتيه!
على ان الحياة لا تخلو أصلا من المحاولات الجديدة الجميلة: فكم من فاشل يائس كرر محاولاته حتى نجح في تحقيق هدف أو مبدأ سامي؟ بل أن هناك شخصيات عالمية معروفة نجحت نجاحا ساحقا ماحقا بعد سلسلة من الاخفاقات المهينة.
ولأن هذه الحياة مؤقتة مهما طالت واستطالت وامتدت حتى عمر نوح .. 950 عام أو الف أو وصلت لعمر موسى عليه السلام 120 عاما أو بعمر الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام .. 63 عاما.. مهما طال العمر فانه يمضي كغمضة عين.. والعاقل هو من يعقل أن الحياة مؤقتة فيعمل دون تنافس جارح من أجل أن ينجح نجاح مزيف.. نعم سبق أن قلت ازرع شجرة ولم أقل ازرع حنظلا.. لا تشجع ابنك على سرقة بيضة من حقل جارك على سبيل الضحك كي لا يكبر ويسرق جملا دون أن يشعر بأي ذنب.. ولا تشجعي طفلتك الصغيرة على الرقص أمام الغرباء حتى لا تتحول اللعبة إلى ندم. 
 د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 1953 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق