> مقالات

ما بين كربلاء الحسين وعاشوراء سوريا.. ما أقرب اليوم للبارحة

كتب : د.اميره الحسن |
ما بين كربلاء الحسين وعاشوراء سوريا.. ما أقرب اليوم للبارحة


تحل ذكرى عاشوراء وفق السنة الهجرية في هذا الاسبوع ، وهي تنسب لنهاية كارثية لرحلة سبط الرسول عليه الصلاة والسلام من المدينة المنورة إلى العراق حيث طلب منه مؤيدوه من خلال مئات الكتب المرسلة له بأن يأتي اليهم ليعيش بينهم وكذلك كي يتجنب المواجهة والاكراه على مبايعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. وبدأت رحلته مع مجموعة من أهله واتباعه قُبيل عيد الاضحى المبارك من المدينة المنورة في قافلة انتهت مسيرتها في موقع يسمى كربلاء في العراق. 
وبجانب شريعة الماء التي حرمت منها المجموعة المسافرة شديدة الظمأ حدثت ملحمة بينهم وبين الجيش الذي حال بينهم وبين الماء انتهت بتقطيع البعض اشلاءً بالسيف ورمي طفل رضيع بسهم أصابه بعنقه، وكان القتلي من الطرفين بالرماح والسيوف جميعاً ينتمون لدين الاسلام عدا رجلاً واحداً مسيحيا اسمه جون.. وعلى رأس قائمة القتلى قائد المسيرة الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ابن بنته فاطمة بنت محمد عليهم السلام.
وما أشبه اليوم، ونحن في العام 2016م ، بالبارحة .. نتلفت يمنة ويسرة في أراضي شهدت بدايات العصر الاسلامي .. اليمن وسوريا والعراق .. جميعها يقتل فيها المسلم أخيه المسلم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل! ترى مناظر الأشلاء بأم عينيك وصوراً حية حقيقية تبث لأطفال ونساء ورجال وشيوخ وشيبان .. مناظر بشعة مقززة تعكس ظلم الانسان لأخية الانسان، وان سألت أحدا من الناس أن يخبرك عن أصل هذا الشر المستشري بين الديار لضرب أخماسا في أسداس حيران في تفسير من أين بدأت شرارة هذه الحرب الطاحنة.
ولأن الجميع تقريبا محتار في كيفية انهاء هذه الحرب الضروس، وجب علينا جميعا أن نبتهل لله بأن تنتهي هذه الحروب الكربلائية في الأراضي العربية وأن يعم فيها السلام مرة أخرى.. نعم زهقت الكثير من الأرواح البريئة وانقطع النسل والحرث ودمرت الأملاك .. واهدرت الميزانيات الضخمة لجميع الدول العربية تقريبا التي لو استغلت في وقت السلام في أعمال التنمية المستدامة ، لكانت كافية لبناء الجسور والجامعات والمساكن وزراعة الاراضي القاحلة بأحدث المعدات الزراعية المتطورة وتعليم جميع أبناء الأمة العربية ممن يعانون من الأمية والقضاء على الأمراض و..و..و .. نعم مات الحسين عليه السلام ولكن لم تمت كربلاء، فنحن نرى كربلاء بأم أعيننا في كل يوم، والله المستعان على ما تصفون.
د. أميرة الحسن

عدد الزيارات : 1701 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق