الفيروسات القاتلة تستوطن المستشفيات ..

قد نسمع في نشرات الأخبار أو مواقع التواصل الإجتماعي عن إنتشار وباء معين يصيب الطيور أو الحيوانات أو حتى الانسان، وغالبا تكون الفيروسات هي السبب الرئيسي في إنتشار ذلك الوباء، ومن أشهر الأمراض الفيروسية التي تصيب الإنسان الزكام، والإنفلونزا، وإيبولا، والإيدز، وإنفلونزا الطيور وغيرها الكثير الكثير ..

وقبل الاستمرار في كتابة هذه الاسطر فإنني أود أن أطمئن القارئ الكريم بأن ليس هناك ما يدعو للقلق في هذه الفترة، ولكن رأيت أن ألقى الضوء بتعديل نهج خاطئ الى حد ما بدأ ينتشر في مجتمعنا من وجهة نظري المتواضعه..

فخلال السنوات الأخيرة تحولت بعض المستشفيات الخاصة وهي أماكن لعلاج المرضي لتصبح قاعات أفراح من الدرجة الأولى وأجنحة فندقية لإستقبال المهنئين بالمولود الجديد، ويأتي إنتشار تلك الظاهرة أمام مرأى ومسمع من المسئولين في وزارة الصحة وصمتهم الرهيب وعدم القيام بدورهم بمنع المستشفيات الخاصة عن القيام بذلك وتوعية المواطنين عن الأخطار التي قد يتعرض لها المريض من زيارتهم والجلوس في غرف المرضى لساعات طويلة وهم في حاجة للراحة والعناية.

إن دور المستشفيات يكمن في تقديم الخدمات الصحية والعلاج للمرضى، وليس توفير قاعات للإحتفالات، ومن المفترض أن تكون الزيارات لأهالى المرضى مقنّنة ومحدودة.. وليس ذلك فحسب، بل إن أجنحة العناية المركزية في المستشفيات الحكومية مفتوحة على مصراعيها لدخول المراجعين في أي وقت وبملابسهم العادية واجهزتهم النقالة دون أخذ الإحتياطات الصحية المطلوبة بشكل مخالف تماماً لابسط القواعد المعمول بها في أي مستشفي في العالم، فغرف العناية الفائقة يجب أن تكون محصنة ضد الفيروسات والأوبئة وليس خلاف ذلك ..  

لقد أصبحت معظم الدول المتقدمة في العالم تتبع نهج جديد في معالجة المرضى وذلك بعدم إبقائهم في المستشفيات، وتوفير العلاج لهم وخروجهم باسرع وقت ممكن الا اذا اقتضت الضرورة عكس ذلك .. ويؤسفني أن أذكر ما يخشى الكثير من الأطباء والمسئولين ليس على مستوى دولة الكويت فقط ولكن على مستوى العالم من ذكره، بأن الفيروسات تغزو المستشفيات وتتمركز فيها والكثير من المرضى خلال فترة علاجهم يتعرضون إلى الإصابة بفيروسات قاتلة، والتقارير التي تم الكشف عنها في دول عدة متطورة طبياً وتملك أحدث الأجهزة والإمكانات الطبية تفيد بذلك، ويجب أن تعمل إدارات المستشفيات من أجل تحصين مبانيها ومراكز العناية الفائقة فيها من الفيروسات وإختيار أنظمة كفيلة بالمحافظة على صحة المرضى، ومن أجل إيجاد بيئة صحية في دولة الكويت يجب على الجميع الإلتزام بالشروط الصحية اللازمة فحياة المريض أغلى من حفلات الإستقبال والهدايا .. مع تمنياتنا لجميع المرضى بالصحة والسلامة والعافية ..

خليل العريان

12/8/2016