> مقالات

الاعلام القاتل ..

كتب : خليل العريان |
الاعلام القاتل ..


من المعروف أن الإنسان يتقمص ويتقبل الأدوار التي يشاهدها لأبطال الأفلام سواء على شاشات السينما أو في التلفزيون، فلقد كانت غالبية الأفلام والمسرحيات وحتى الأغاني التي يستمع لها ويشاهدها جيل الستينيات والسبعينات وحتى الثمانيات غلب عليها الطابع الرومانسي، وساهمت لتخرج لنا جيل رومانسي أو ما يعرف ب"جيل الطيبيين"، ولكن من يتابع الإعلام والافلام في زمننا هذا والسنوات الأخيرة سواء في وسائل الإعلام التقليدية أو منصات الإعلام الجديدة وهي مواقع التواصل الإجتماعي وقنوات اليوتيوب، ويشاهد العنف والضرب والقتل والدمار، يجزم بأن الجيل القادم سيكون دموي وعنيف لأبعد الحدود، ليس في منطقتنا فحسب بل في كل بقاع العالم، فلقد ساهم ويساهم الاعلام بتحويل ملايين الشباب إلى ألات وأجهزة قتل من خلال ما يعرضه من مشاهد دموية، وتبين بعض الدراسات التي اجريت في الولايات المتحدة بأن نسبة كبيرة من نزلاء المؤسسات الإصلاحية شاهدوا بإنتظام نوعية من الأفلام التي تحوي مشاهد لحمل السلاح ومقاومة الشرطة والعنف، وبينت دراسة أخرى بأن إنحراف الفتيات بين سن 14 - 18 سنة جاء نتيجة مشاهدتهن مشاهد "جنسية" مثيرة في الافلام، بالأضافة لدراسات أخرى كثيرة في هذا المجال، وما شاهدناه لدينا في المنطقة من جرائم نكراء تمت بدم بارد من مرتكبيها يدل دلالة واضحة أن أجهزة ومنصات الاعلام المختلفة قد حولت الشباب العربي المسلم الهادي الطيب المسامح الى شرس عنيف قاتل قاطع للرؤوس .. ومن خلال هذه الاسطر اقرع جرس الانذار في أروقة جميع وزارات الاعلام والمؤسسات الاعلامية في جميع دول العالم للحذر من المادة التي تعرضها شاشات السينما والتلفزيون، فلقد أصبح تحويل القنوات المدمرة إلى قنوات وطنية رومانسية عذبه والابتعاد عن مشاهد القتل والدم والتدمير وغيرها ضرورة .. ‏واتمنى ان لا يتحول الاعلام والشاشات العملاقة في السينما او في المنزل الى وسائل قتل ودمار، بل احرصوا ان تكون تلك الشاشات والقنوات منارة للأوطان والسلام من أجل بقاء الانسانية ..


خليل العريان
4/9/2016

عدد الزيارات : 4083 زيارة

كل التعليقات

  • الوحدة

    شكرا بو حسين

    1

اضف تعليق