> مقالات

الانسان هو الانسان رغم اختلافاته

كتب : د.اميره الحسن |
الانسان هو الانسان رغم اختلافاته

في أي مكان في العالم الانسان هو الانسان ، ولا يمكن أن يكون غير ذلك!
غير أن علم النفس يرى أن للانسان عدة أوجه بناء على الظروف المحيطة به.. فهو يمارس مع والديه دور الابن ومع زوجته دور الزوج ومع ابنائه دور الأب ومع جاره دور الجار! وهذه الادوار ممكن ان تتناقض بحده وبجده! فهو خنوع لأمه لأقصى درجة بينما سيكون أحيانا قاسي أو صارم مع أبناءه وقد يصبح شخصية عدوانية مع جاره وصديقا ضحوكا مع زميله في العمل! وقد يتعدى الأمر لقمة التناقض عندما تكون المرأة مزعجة جدا لزوجها ورقيقة متفاعلة مع صديقها، والطفل هادىء في بيت والديه وعدوانيا في مدرسته.
 ولذلك ترا الدول والحكومات الذكية تلاحظ الانقلاب التام في شخصيات مواطنيها ولا تترك الحبل على الغارب كما يقال، فهي تخاطبهم كما الأب في شعارها ( كل مواطن خفير) وعندما يسافرون خارج البلاد ترفع شعار " كل مواطن سفير لبلده" أو ممكن أن تحذر مواطنيها عبر وسائل الاعلام كالعمة الحريصة قائلة " إن هذه الدولة تطبق حكم الاعدام على مهربي المخدرات" أو (إن هذه الدولة تعرض السياح للسجن دون رحمة ان مارس فعلا فاضحا في مكان عام بما في ذلك القبلات بين الجنسين" .. وهنا على المواطن أن يراقب تحركاته حتى لا يصبح عبرة لغيره، فلربما لن تتطوع الدولة لمساعدته ان دخل في مأزق في دولة ما!
وأحيانا قد يتأثر المواطن سلبا بما تريده دولته.. ففي دولة أوربية ما تعاني من قصور اقتصادي حاد قامت الحكومة بالتقليل من رواتب المتقاعدين ثم أنها عادت مرة اخرى وخفضت رواتب المتقاعدين .. وفي اعلان الحكومة للمرة الثالثة عن تقليل جديد لرواتب المتقاعدين قامت قيامة الشارع ولم تقعد وبدأت مظاهرات المتقاعدين ومن يوشكون على التقاعد تملأ الشوارع وفق منطق: لقد اقتطعتم من راتبي شهريا هذه المبالغ عبر عقود وفق اتفاق مسبق ، فكيف تتراجع الحكومة عن الاتفاق وتجعلني ضحية لعجزها عن تحقيق خططها؟ ان لدي مسؤوليات انفاقي الشهري وانتم تضعوني في وضع حرج.
وعلى الصعيد الشخصي قد يحدث التناقض بين ما تريد الابنة وما يريده الوالدين: فهي تريد بعد ان تتخرج من الثانوية العامة أن تدرس في الخارج بينما هم يريدونها أن تدرس تحت أنظارهم خوفا عليها. وقد يرغب الشاب أن يعيش ناسكا في التبت بينما يريده والده أن يحمل تركة وارث الأسره العريق!.. هنا قد تصبح الأحلام أحلاما مؤجلة، أي ان الابناء سينتظرون حتى يبلغوا سن النضوج ويفرضوا واقعهم على جميع المحيطين بهم  أو تصبح احلاما مطعونة بالخاصرة وتدخل في صندوق خيبات الأمل المصندق والمقفول بألف قفل.
قديما كان الأولاد يدخنون بالسر خوفا من مواجهة أبائهم ، ولكن في الوقت الحاضر تعدى الموضوع التدخين إلى اشكاليات أكثر تعقيدا،  لذا فالسؤال وفق قواعد اللغة العربية:
أين تضع الفتحة وأين تضع الضمة ومتى تحتاج إلى السكون؟
د. أميره الحسن
20 مارس 2017م

عدد الزيارات : 2544 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق