> مقالات

الكويتيون باقون هناااا...!

كتب : د.اميره الحسن |
  الكويتيون باقون هناااا...!

في فترة الغزو العراقي على الكويت ترددت اغنية من كلمات الشاعرة الأديبة سعاد الصباح وغناء عبدالله رويشد ( نحن باقون هنا! الكويتيون باقون هنا!) وبالفعل هذا ما حصل وبقي على أرض الوطن من بقى وبقيت الكويت وان شاء الله تبقى إلى ما شاء الله .. فهذه الدولة الكريمة لا تعيش لأبنائها ولكنها تعيش لأناس بحاجة ماسة اليها لا يمكن للبعض منكم تخيل مواقعهم على كوكب الأرض!
ولكن.. ما الداعي لهذه المقدمة؟
الواقع أنني في يوم الجمعة الفائت كنت في جلسة جميلة مع بعض الاصدقاء حضرها كويتي يقضي حياته ما بين الدوحة ونيويورك وتكاد تكون زياراته للكويت نادرة لدواعي العمل. وهو شخص مبدع ومستقل في حياته وأفكاره ويعلم بالضبط ما يريد وكيف يحصل عليه. والحديث معه ممتع جرني إلى الشكوى من تردي بعض الأشياء الرائعة في الكويت منذ 1991 وحتى الآن! بل أنني رددت عليه بأنني في مقارنة بسيطة مع الـعقد الماضي والآن أجد سلبية هامة لانتاجية الدولة بالنسبة لي وهي عدم انضباط الموظفين في كل القطاعات بالحضور والانصراف والاستئذان والغياب مما يؤثر سلبا على انتاجية الدولة وانتشار حالة تذمر بين مراجعي قطاع الخدمات العامة مثلا من عدم انجاز معاملاتهم بسرعة، الخ. الخ. وكان رده الصاعق لي في كل مره ( طلعي بره الكويت!) وأنا أصر بأننا يمكننا أن نعيد أمجادنا السابقة ولكن يجب أن نعيد موضوع الضبط والربط لهذا الجيل الذي يعيش باستهتار بدل أن يركز على أهمية عمله! ومرة بعد مرة يكرر علي ( طلعي بره الكويت).. لدرجة أنني بدأت أقتنع بكلامه، فهل هذا هو الحل؟ لن أكون أول كويتية تعيش خارج البلاد ، فقد يستغرب "البعض" عندما يعلم بأن متخصصين كويتيين اختاروا العمل في ديار متقدمة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا.. بينما سوف يردد البعض الآخر نعلم! فهناك من يعمل في الهند ومن فتح بزنس في الفلبين وقناة راديو في تايلاند! ومطعم في ما اعرف وين ووكالة في الامارات.. نعم الكويتيين الضئيلي العدد انتشروا في ديار الله الواسعة وعمروها فلا تستغربون!
يبقى أن نقول بأن هذا الأمر ليس مستهجنا فقد قال الله تعالى في الآية 100 من سورة النساء:
(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
أي ان من يهاجر سوف يفتح الله له باب الرزق الواسع طالما أن عمله هذا في سبيل الله .. أي أن ليس فيه افتراء أو ظلم لأحد ، فقد تكون الهجرة لطلب العلم أو العمل أو حتى بسبب المرض وتوافر العلاج في مكان بعيد.
إذا؟ لتكن القاعدة كالتالي: لكل من يقرر البقاء على أرض الوطن، عليه أن يستشرف المستقبل فما تزرعه اليوم من كسل سوف تحصده مستقبلا على هيئة تردي في الخدمات العامة. وما تزرعة من عمل سوف تفتخر عندما تجني ثماره على هيئة: انتظام في طابور الطواريء في المستشفى وأبناء خريجين بعلمهم النافع وشوارع لا تزدحم بالهاربين من مكاتبهم! تنافس وفق القدرات وليس الواسطات واحترام من قبل جميع الأمم لدولة غنية يعي أبنائها حقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم.

د.اميره الحسن
29/3/2017

عدد الزيارات : 2850 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق