> مقالات

تناقض أقوال الشهود هل يعيب الحكم ؟

كتب : المستشار د. علي محمد عبد الحليم |
  تناقض أقوال الشهود هل يعيب الحكم ؟


فسر الفيلسوف اليوناني هيراقليطس التناقض باعتباره تعبيراً عن جوهر الأشياء والشيء هو وحدة المتناقضات الناتجة عن الصيرورة والحركة، أما مواطنه الفيلسوف أرسطو فقد قصد بالتناقض عدم الاتساق في التفكير، وأُسس القانون المنطقي الشكلي للتناقضات بمعنى أن الشيء لا يمكن أن يكون موجوداً أو غير موجود في الوقت ذاته، إذ ليس بالإمكان إعطاء تعريفين متناقضين في وقت واحد لشيء واحد، وهذا من ناحية فلسفية.

أما من الناحية القانونية، إذا كانت الدعوى الجنائية منظورة أمام المحكمة لها أكثر من شاهد فإن المحكمة عند التعرض لأقوال هؤلاء الشهود سوف تلاحظ بلا شك بعض التناقض والاختلاف بين أقوال هذا الشاهد وذاك وتلك هي الطبيعة البشرية فلكل شاهد طريقته الخاصة فى سرد الواقعة التى رآها وعرضها من منظوره هو ومن هنا قد يحدث الاختلاف ومن ثم تختلف الشهادة من شخص إلى أخر حسب حالته وكيفية تفسيره ولذا محكمة النقض وكذلك محكمة التمييز قررتا أن تناقض أقوال الشهود وذلك فى فرض وجوده لا يعيب الحكم طالما قد استخلص من تلك الشهادة الإدانة التى أوردها إلى وقوع الفعل من المحكوم عليه استخلاص يقيني بلا شك أو تخمين.

ومن جانبنا نرى أنه إذا تناقضت أقوال الشهود وكان يجوز للمحكمة الأخذ بها مادامت قد توصلت من خلالها إلى الحقيقة ولكن بشرط أن يكون هذا الاستنتاج تم بسهولة ويسر أما إن كان الاستنتاج صعباً بحيث يجعل من المحكمة تتخذ وسائل أخرى سنداً لها لإقامة الدليل أو كان هذا التناقض به من المسخ الغير مقبول والتناقض الذي يؤدي لتناقض الشهادة إضافة إلى تناقض الشهادة مع أدلة أخرى فإننا نرى فى هذه الحالة لا يجوز للمحكمة أن تأخذ بالشهادة المتناقضة .
المستشار د. علي محمد عبد الحليم

عدد الزيارات : 25209 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق