> مقالات

⁠⁠⁠‏‏أعيدوا الكويت لنا ..

كتب : خليل العريان |
 ⁠⁠⁠‏‏أعيدوا الكويت لنا ..


شغلت قضية اعادة الجناسي الرأي العام لفترة طويلة، وقد تصدرت ‏الحملات الانتخابية لبعض مرشحي مجلس الأمة، وكانت للبعض منهم الطريق للجلوس على الكرسي ‏الأخضر، وطوال الأشهر الماضية من عمر المجلس ودور الإنعقاد الحالي كانت هي القضية الاكثر اهتماماً من الأعضاء، والسياسيين ‏وشغلت الساحة السياسية.
‏وبعد الدورة المستندية الطويلة والمعتاده والعمل في اللجان البرلمانية ‏والصولات والجولات من النواب المؤيدين والمعارضين لذلك الاقتراح والخاص بالتعديل على قانون الجنسية والمحكمة الإدارية، جاءت جلسة مجلس الأمة والتي عقدت صباح يوم الثلاثاء الموافق 11 أبريل 2017 والتي نزل فيها الرئيس السيد مرزوق الغانم من منصة الرئاسة الي كراسي النواب ‏ليقول كلمته بصفته معارضاً لذلك القانون، ليسقط بعدها ذلك القانون ويفشل بالحصول على الاغلبية المطلوبة في مداولته الأولى.
‏وقد ذكر الغانم في كلمته أسباب رفضه التعديلات المقترحة، حيث قال بأن خطر السحب التعسفي للجنسية ‏خطر افتراضي وليس خطر حقيقي حيث افترض المقترحون للتعديلات بأنه قد تتعسف السلطة في يوم من الايام بسحب الجناسي ‏من مواطنين وتعرضهم للظلم لأي سبب من الأسباب، وهو أمر افتراضي ‏وليس حقيقي على أقل تقدير في هذه المرحلة، ولكن أشار الرئيس لوجود خطر حقيقي اليوم والكل يشعر به وهو "التزوير"، ولقد ‏سرد السيد الغانم بعض الأمثلة عن حالات تزوير للجنسية تم اكتشافها مؤخراً وصدرت أحكام قضائية نهائية فيها مؤكدة وقوعها، وسبب رفضه هو ما سوف يقدمه القانون من حماية للمزورين.
‏واؤيد ما قاله السيد رئيس مجلس الأمة والرجل الثاني في الدولة بأن الأهم في هذه المرحلة هو حماية الهوية الوطنية، فالكويت تضاعف تعداد سكانها منذ العام 1959 إحدى عشر مرة، ‏وهو أمر خطير جداً، وكما قال الرئيس: يوجد لدينا اليوم ما يعادل 400 ألف جنسية مزورة أي ما يعادل 30% من تعداد المواطنين.
إن هذه القضية هي القضية الأساسية الرئيسية التي يجب أن يجتمع عليها المجلس والحكومة اليوم ومنحها جل وقتهم واهتمامهم وتشكيل لجان لها، كما نطالب السيد رئيس مجلس الأمة والسيد رئيس مجلس الوزراء بوضع خطة زمنية عاجلة للكشف فوراً عن الملفات المزورة، ‏وحماية الهوية الوطنية من الضياع.
أن قضيتنا اليوم هي المفتاح الرئيسي لتنمية الكويت وتقدمها، وجميع المشاكل التي يعاني منها المجتمع اليوم سببها ضياع الهوية الوطنية، فمن الطبيعي أن المزور لا يشعر بالانتماء لهذا الوطن فلذلك لن يهتم بالمحافظة على ثرواته، كما لن يعمل لبناء مستقبله، وقد يكون التزوير هو السبب الرئيسي في انتشار الفساد، وقد يساهم الكشف عن المزورين في حل مشاكل البطالة والاسكان والصحة والعلاج في الخارج والتوظيف وربما حتى مشكلة المرور.....
أعيدوا الكويت لنا ..
خليل العريان
16/4/2017

عدد الزيارات : 3537 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق