> مقالات

‏طفلي العنيد .. أسباب ذلك ..

كتب : د. نبيله شهاب |
‏طفلي العنيد .. أسباب ذلك ..

                        
‏أطفالنا هم رياحين القلب .. وبهجة الروح .. ملائكة الأرض .. نسمات الربيع الرقيقة .. عبق وعطر البساتين .. 
‏ولكن هل يستمر هذا الجمال طويلاً ؟ لا .. فأحيانا و بلحظة كل ذلك يختفي .. و تظهر احدى الشخصيات الأخرى كالشخصية العنيدة !!
‏ و "الطفل العنيد " :
‏هو ذلك الطفل الذي يصر بقوة على مايريده ولا ينصاع للأوامر التي لا تعجبه مهما كان، هو ذلك الطفل الذي يقدم اهتماماته على اهتمامات  الآخرين ويصر على ما يريد مهما كان. وغالباً ما يكون الطفل عنيداً في كل مكان، فنجده يعاند الأم ويرفض مثلا الأكل أو النوم المبكر وخلافه ، ويعاند المعلم فلا يسكت اذا طلب منه المعلم السكوت ويرفض القيام بأي عمل لا يريده.  كما وقد يتصادم مع الآخرين بسبب إصراره على رأيه ان اختلف معهم حتى الوالدان والمعلمين .. طفل صعب إقناعه و رضوخه صعب .
‏من أهم أسباب صفة العناد عند الطفل كصفة غير مقبولة، أولاً : الوراثة .. فقد يكون الطفل نسخة مصغرة من أحد الوالدين أو كليهما، والسبب أنه  يكون قد ورث صفة العناد من أحد الوالدين أو كليهما!! 
‏و لكن ذلك لا يعني أن التربية ليس لها دور كبير في ظهور هذا السلوك أو تهميشه، فكثيراً ما تساهم بعض الأمهات في ظهور وغرس هذا السلوك عند الطفل دون أن تدري أو تقصد .. حيث أن الطفل يكتسب غالبا هذا السلوك منذ مرحلة مبكرة، ولا نبالغ لو قلنا منذ الأشهر الأولى من حياته، ولكن بسبب فرحة الوالدين في تلك الفترة بكل سلوك يقوم به الطفل، نجدهم  لا يعطون للأمر أهمية بل على العكس قد تقوم الأم بعملية تدعيم لهذا السلوك عن طريق تشجيع الطفل واظهار السعادة حين يقوم به .. على سبيل المثال .. حين يصر الطفل على مخالفة إخوته أو يصر على أخذ شيء يخصهم أو يرفض القيام بما نطلبه منه ويرانا نضحك لسلوكه العنيد ولا نردعه أو نتدخل بل بالعكس نكافؤه على ذلك، يكبر الطفل ويستمر بتبني هذا الاسلوب و قد يتنوع العناد ويزداد ويصبح أكثر خطورة ، والسبب أننا قمنا بتشجيعه دون قصد.
‏وقد ينشأ العناد عند الطفل كوسيلة دفاع عن الذات .. فحين تكون التربية متشددة وبها الكثير من الممنوعات والقيود لا يجد الطفل حلاً آخر للتمرد على قوانين الأسرة وكسر قيودها الا العناد .. وهو لا يقصد أبداً إيذاء الوالدين كما قد يظن البعض ولكنه يقصد أن يحرر نفسه من تلك القيود والقوانين التي يراها ظالمة لأنها تمنعه من القيام بما يحب، فكثرة التزمت والتعقيد و معاملة الطفل كندّ والصراخ عليه وإرهابه تعطي نتائج عكسية وتدفعه لا شعورياً للدفاع عن نفسه بالعناد أو باستخدام أي أسلوب آخر من أساليب حماية الذات.
‏وقد يكون العناد تقليداً لسلوك الأبوين أو أحدهما أو الإخوة حيث يكتسب الطفل ما يراه ويسمعه فحين لا يرى الا سلوك العناد والتحدي والمواجهات بين الوالدين أو الإخوة فمن الطبيعي والمتوقع أن يكتسب الطفل هذه السلوكيات ويقوم بتقليدها ..
‏وللحديث بقية ان شاء الله ..
‏دكتورة : نبيله شهاب
‏⁦‪@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 2205 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق