> مقالات

‏تفجير الاستجوابات ..

كتب : خليل العريان |
‏تفجير الاستجوابات ..


‏من المتعارف عليه لدى الاطفائيين أن أحد الطرق المتبعة للتعامل مع حرائق آبار النفط هو تفجيرها، ويقوم التفجير بإغلاق فوهة ‏البئر ‏لوقف النفط المتدفق للخارج، ويحوّل ذلك الانفجار الحريق الى كتل صغيرة من اللهب ‏يسهل التعامل معها، وفي علم الإدارة ينصح الاستشاريين الإداريين معالجة المشاكل الإدارية والأزمات من خلال تجزئتها لمشاكل صغيرة ‏يسهل حلها.
هكذا تعاملت الحكومة خلال السنوات الماضية مع جميع الاستجوابات التي قدمها أعضاء البرلمان للوزراء والمسؤولين فلقد نجحت في تفجير الكثير منها، ‏ولم يُتبع ذلك الاسلوب في التعامل مع محاور الاستجوابات ‏فقط، بل أيضاً في التعامل مع المستجوبين أنفسهم ‏وأعضاء المجلس.
لقد طغى على أداء مجلس الأمة صفة العمل الفردي، وأصبح هو السمة الأبرز له، وغلب عليه أعضائه المنافسة فيما بينهم لكسب رضى الناخبين بشتى الطرق والوسائل الممكنة، وذلك من خلال انجاز أكبر عدد ممكن من المعاملات، وابتعدوا للأسف عن مفهوم العمل الجماعي، والفريق الواحد يمثل السلطة التشريعية، واصبح كل عضو يعزف منفرداً على وتر معين مما حال دون تحقيق اي انجازات تذكر خلال الشهور الماضية ويأتي  كنتيجة لعدم وجود اي توافق وتجانس بين الاعضاء ..
ومن وجهة نظري فان السبب الرئيسي لذلك، يتمثل بطريقة اختيارنا للأعضاء، فهي تتم وفق أسس فئويه، وعرقية، ‏وقبلية، وطائفية ..
‏لقد ترك الشعب الكويتي أصحاب الفكر ومن يحمل الحلول والرؤى والاستراتيجيات، واختاروا من يمثلهم حسب انتماءاتهم الطائفية والقبيلة، ليكون الهدف ايصال أكبر عدد من أبناء الطائفة أو القبيلة، وليس تشكيل سلطة تشريعية قادرة على سنّ قوانين ومراقبة السلطة التنفيذية ومساعدتها على بناء البلد.
‏لقد حققت الكويت نهضتها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي لأن الشعب آنذاك كان يهتم باختيار من يعمل من أجل الوطن، وليس من يساعد بتجاوز القوانين وتوقيع المعاملات والعلاج في الخارج ويساعد بتعيين الأقارب في المناصب القيادية ..
‏ولا يعني مما سبق إنني مؤيد لجميع الإستجوابات التي طرحت على الساحة، بل على العكس معارض للكثير منها، حيث جاءت غالبيتها من وجهة نظري لاهداف وأغراض معينة وكأداة ضغط على بعض المسؤولين ‏لأهداف ومصالح شخصية ..
نستطيع إنجاز الكثير وتحقيق الرفاهية والتقدم والنمو لهذا الوطن عندما تكون اختياراتنا مبنية على أسس سليمة نضع فيها مصلحة الكويت أولاً والرجل المناسب في المكان المناسب، واختيار اعضاء متجانسين يعملون كفريق واحد هدفهم المصلحة العامة ..

عدد الزيارات : 1881 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق