هيبة القانون

تختلف الكويت ودول الخليج في طبيعتها عن الدول الاخرى، فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة أبوية أخوية، وهناك روابط تاريخية بين الأسر الحاكمة ومختلف العوائل والقبائل، كما تربطهم علاقات اجتماعية متميزة، ومعظم الأُمراء في دول الخليج لديهم دواوين أو قاعات تستخدم في المناسبات الاجتماعية، وهناك عادات وتقاليد تربينا ونشأنا عليها مثل تبادل الزيارات بين الأمراء وأبناء الأسرة ومختلف أطياف الشعب في المناسبات الاجتماعية المختلفة.

ونعود للحديث عن الكويت ويخطأ من يظن بان الديمقراطية قد بدأت منذ الاستقلال وإصدار الدستور بل الديمقراطية نشأت منذ قيام دولة الكويت واختيارها ل " بن صباح" ليحكمها ويحميها ويقودها في منطقة كانت تعج بالصراعات والنزاعات ويسعى الكبير فيها لابتلاع الصغير، ومن يقرأ التاريخ يعرف أن الكويت تعرضت لغزوات وحروب كثيرة وأطماع لم ولن تنتهي فهي درة الخليج التي يطمع الكثيرين لامتلاكها وآخر هؤلاء كان المقبور طاغيه بغداد.

وكما ذكرت بان الكويت إمارة تتميز بالعلاقة الاسرية بين الحاكم والمحكوم، فلابد أن يكون الجميع اليوم على قدر من الوعي والإدراك وأن نسمع ونستمع لتعليمات قائد السفينة والربان والنوخذة صاحب السمو حفظه الله عندما يتحدث فهو الوالد الذي يخاطب أبنائه ولقد طلب منا مراراً وتكراراً كمواطنين أن نعينه ونعاونه ونتعاون معه في قيادة هذه السفينة والعبور بها الي بر الأمان في ظل ظروف إقليمية استثنائية فنحن وسط عاصفة هوجاء وسفينتنا في وسط المحيط، وأتمني بل أرجو من الجميع الوقوف خلف قيادتنا السياسية التي اخترناها، وأن ندرئ ببلدنا من شر التمزق والفرقة فالأوضاع الإقليمية لا تشجع على النزاع والتنازع ونصيحة أهديها الى البعض من أبناء الوطن أوقفوا سكب الزيت على النار، وأنهوا التصعيد الغير مطلوب وحافظوا على ما تبقى من رصيدكم، فالتاريخ لا يرحم ولا يجامل فالسقوط من أعلى قمة الجبل تعني الانتحار السياسي والشعب الكويتي بايع آل الصباح منذ القدم ويجدد البيعة دوماً وأبداً وعندما يتحدث القائد الوالد ينصت الأبناء ويرفعون شعار السمع والطاعة لولي الأمر.

كما رصد الكثير من المتابعين ردود الأفعال الإيجابية تجاه ما تفضل به صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله في لقائه مع مجموعه من المواطنين مؤخراً أن الكل سواسية أمام مسطرة القانون ونفي ما تداوله البعض بأن القانون يطبق على فئة دون أخرى كما ذكر بأن هناك أبناء من الأسرة الحاكمة خلف القضبان تنفيذاً لأحكام قضائية صدرت ضدهم، وللتاريخ نكتب أن عهد صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد حفظه الله هو عهد " هيبة القانون ".

حفظ الله الكويت وحكامها وأهلها وكل من سكن فيها من كل مكروه.