> مقالات

لا يجوز شرعا .... بقلم غادة الرفاتي


 لا يجوز شرعا .... بقلم غادة الرفاتي

 لا يجوز شرعا
بقلم غادة الرفاتي
الولايات المتحدة الامريكية
 
في شهر رمضان يكثر الخير وأعمال الخير فهو شهر أُنزِل فيه القرءان لهداية الناس ، والكل يتسابق في العبادات وقيام الليل وقراءة القرءان ... وقد أحببت في هذا الشهر الفضيل أن يكون لي دور كمسلمة تعيش في الغرب فقررت أن ارافق البعض في القيام بزياة لبعض الكنائس كي نعطي افضل صورة عن الاسلام السمح محاولين قدر المستطاع ان نزيل هذا الجبل الجليدي الهائل من الصورة السيئة للاسلام نتيجة الارهاب الاسلامي والاسلام المتطرف وغيره... نرغب أن نوضح أن محمدا ما هو الا رسول رحمة للعالمين , حرّم وأد البنات الذي كان معروفا في الجاهلية ... وحارب العصبية القبلية وأمر بحسن معاشرة الزوجات واعطاء النساء حقوقهن ..... كان معروفا عنه الصدق والامانة وديننا ليس فقط عبادة بل حسن معاملة وجوار وعدم ظلم فالمسلم الحق لا يكون ظالما ولا يكون كاذبا ولا غشاشا ولا يكون فظا غليظ القلب وسليط اللسان بل يكون صابرا حليما كريما وديعا رحيما عفيفا شاكرا ..
عَن ْرسول الله صلي الله عليه وسلم قال
"إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ ، وَشَرَفَ الْمَنَازِلِ ، وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْعِبَادَةِ ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَهُوَ عَابِدٌ. »
كما اردنا في جولتنا هذه أن نساعد الاسر العفيفة وأن نجد من أثرياء هذه الجالية المسلمة من يرغب ويساهم علاج بعض المرضى وخاصة الاطفال في بعض بلادنا العربية من مرضى سرطان او حروق وغيره .... رغبنا أن نكون حلقة وصل وحلقة خير نجمع بين متعفف فقير يرغب بمشروع صغير ولو كشك كي يكسب منه رزق يومه ليؤمن لعالته العيش الكريم ونبحث عن من يمد يد العون لامثال هؤلاء الكادحين .... رغبنا أن ندعم الطالب في علمه بأن نجد من يتكفل بتعليمه ،او ليس هذا من الصدقات الجارية ومن الاعمال التي يحبها الله ورسوله ....فأتفاجأ وأنا اتجهز للقيام بتلك الاعمال الخيرية وأخطط لرحلتي التي لن تتجاوز عدة أيام في أ عمال البر والخير باتصال هاتفي من مسلم متشدد يبدأ مكالمته من بعد السلام و التحية بحديث رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام " تَفْتَرِقُ أُمّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلّةً كُلّهُمْ فِي النّارِ إِلاّ مِلّةً وَاحِدَةً، قَالَ ومَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي".... ثم اضاف قائلا من الفجور والعصيان أن تسافر وتنتقل المرأة بدون مُحرم ... وأنه لا يجوز لها القيام بفرض الحج بدون محرم فكيف بالسفر والتنقل لغرض غير الحج .....طالبا مني أن اجلس في بيتي لان ما سأقوم به ما هو الا بدعة وفسق وفجور حيث سيكون هناك اختلاط بالرجال وبالاغراب وأخاف أن اكون بعملي هذا من ضمن الفئة الضالة ،حيث لم يكن النساء في أيام سيدنا محمد يسافرن من اجل الدين ومن اجل نصرة الدين لذا فسفري وتنقلي وذهابي وايابي هو بدعة بدعة بدعة ...
وأنني اتساءل هل عملي في الغرب وركوبي السيارة ومخالطة الناس بجميع جنسياتهم واجناسهم ولغاتهم حرام .... كنت بالامس برفقة واجتماع مع رجل أعمال اوروبي لعمل صفقات تجارية وهذا ما يتطلبه عملي الذي أكسب رزقي منه وأدفع به ايجار منزلي وفواتير الكهرباء والماء وتأمين السيارة والتأمين الصحي لي ولافراد اسرتي الصغيرة علما بأن القوانين الجديدة في امريكا تعاقب من ليس لديه تأمين صحي وبالتالي يدفع ضريبة اجبارية على تلك المخالفة ... ومن عملي أدفع تكاليف تعليم  ابنائي وبناتي ... فهل يستطيع هذا الشخص الذي يدّعي تدينه أن يُوفر لي كل ذلك وهي المتطلبات الاساسية للحياة وتكاليفها وهو ما يعادل 6 الاف دولار شهريا علما بأنني لم اضف تكاليف الملبس او الكساء صيفا وشتاءا ... ولم اضف عليها أيضا تكاليف النت او تكاليف الهواتف النقالة التي أصبحت من الضرورة في عالمنا اليوم........أم سيأتيني رزقي وطعامي من حيث لا أحتسب.. فيسألني {أَنَّى لَكِ هَذَا} فأرد عليه " هو من عند الله ".. حينها لا مانع لدي أن اجلس في البيت واحمل المسبحة وبجانبي سجادة الصلاة وسأقوم الليل واصوم النهار ولن يعرف جاري اسمي وسأقفل بابي علي وأصلي فقط داخل حجرتي حتي تأتيني المنيّة .
ام يجب عليّ لأنني أنثى أن أتقوقع داخل خيمة او زنزانة بأسوار عاليه شائكة لكي أكون فعلا مسلمة وبعيدة عن البضعة وسبعين شعبة وكلهم في النار.
أن مثل هذا التفكير المغلق هو من ادخل على الاسلام الفكر المنحرف وهو الذي جعل امة الاسلام في اخر الصفوف لا تستطيع ان تواكب اي حضارة وهو من جعل الناس كلهم مشغولين في فتاوى ليس لها أول من آخر وكل طاقتها العقلية والفكرية حُصرت وأُنهِكت داخل ( هل يجوز وهل لا يجوز هل هذا حرام ام مكروه ام منكر) والامم من حولنا تتطور وتنهض علما وعلوما وابتكارات وسلاحا  ونحن نتدحرج ونتدهور عبئا وغباءً. مجرد سؤال .

عدد الزيارات : 2169 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق