> مقالات

ومات جاك شاهين

كتب : غادة الرفاتي |
  ومات جاك شاهين


بقلم غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية 



مات جاك شاهين قبل عدة ايام وبالتحديد يوم الاحد 9 يوليو 2017
من مرض سرطاني عن عمر يناهز الثمانين من عمره ...
جاك شاهين عند الكثيرين من العرب غير معروف وكذلك مؤلفاته الغنية بالاحترام والتقدير لسادتنا العربية  والسبب لانه لا يقدم اعمالا هابطة و لانه ليس براقص نطاط يغني ( بحبك يا حمارولعلمك يا حمار ده انا بزعل اوي
 لما حد يقولك يا حمار) 
وليس بفتاة مايعة تغني ( واوا واوا واوا واوا
ليك الواوا بوس الواوا خلى الواوا يصح) 
فقنواتنا التلفزيونية مليئة ببرامج وفيوديوهات خالعة لا تليق بالبث ولا تستحق المشاهدة وهناك حفلات ومهرجانات في أوطاننا العربية  لمن يدعون انهم مطربين وباجور باهظة خيالية قد تطعم  هذه الاجور قرية بكاملها وربما قد تبني مدرسة او مركز طبيا او ملجأَ للايتام او العجزة ولكان جاك شاهين أشهر من علم ولتناولت صحفنا واذاعاتنا المحلية خبر موته ولكن للاسف لم يكن ذلك  لاننا  اصبحنا أمة تركض وراء التفاهات وتهتف باسمائهم ليصدق قائل من قال اعطني اعلاما بلا ضمير اعطيك أمة بلا وعي  حتى اصبحنا فعلا امة غير واعية هشة ضعيفة كبيت العنكبوت.... ولمن لا يعرف جاك شاهين الرجل الشريف الامريكي المولد والنشأة المسيحي من أصل لبناني الذي كرّس حياته وعمله مدافعا عن العرب والمسلمين خاصة رافضا تشويه صورة الانسان العربي ورافضا رسم العربي وهو يركب جملا ويلهث وراء امرأة ويحمل خنجرا أونساءا تزغرد وسفرة طعام لا بداية لها ولا نهاية  وكأننا شعوب همجية لا رحمة في قلوبنا و كل ما يهمنا هو فقط الطعام والنساء ..... 
جاك شاهين بروفيسور واستاذ الاعلام  في جامعة جنوب الينوي  Edwardsville  والتي تدرس فيها ابنتي رانيا وكان لها فرصة الالتقاء به وهو دائما ناصحا بالعلم لابناء جلدته  وعروبته بعيدا عن السياسات وبعيدا عن الدين فعند جاك شاهين لا يهم ان كنت مسلما او مسيحيا لا يهمه ان كنت سنيا او شيعيا وقد جنَّد أولاده فيما أصبح التزاماً مدى الحياة، بتوثيق وتخفيف الصور السلبية للعرب والمسلمين اينما كانوا. وقام برصد وتحليل قرابة ألف فيلم تضمنت شخصيات عربية أو إسلامية ، فوجد أن 12 فيلماً فقط صوَّرت العرب والمسلمين بصورة إيجابية .كرس حياته من أجل العرب و المسلمين خاصة وكتب عدة كتب وموسوعات من أهمها ( العربي في التلفزيون وكان اول كتاب له اصدر في عام 1984  وكذلك العرب الاشرار – كيف تشيطن هوليود امة وغيره من المؤلفات ) وكان كتابه "العرب سيئون حقاً" أساساً لفيلم وثائقي صدر في عام 2006 ومن ثم تم عرضه لأول مرة في واشنطن في 8 يونيو 2007 ومن ثم عرض في لوس أنجلوس في 20 يونيو لنفس العام . كما خصص منحاً دراسية للأميركيين العرب الذين يدرسون الصحافة والاعلام. 
يا هل ترى كم نحتاج الى امثال جاك شاهين وخاصة في الغرب لتحسين صورة العربي المسلم ... كم نحتاج الى مدافعا ولكن بطرق سلمية ذكية 
وبالاعلام الذي  ينتشر بسرعة البرق ولا حدود له في الكرة الارضية اعلاما يراه العربي والبريطاني والفرنسي والصيني والهندي والمكسيكي والماليزي والروسي. كم نحتاج الى عرب يخصصون من مالهم الخاص منح لمساعدة الطلاب العرب للتحصيل العلمي ومنح من أجل تحسين صورة العربي الذي لم يعد راكبا جملا وبغلا ولم يعد جاهلا فنحن امة مثقفة واعية مفكرة ولكنها تعاني من ويلات الظلم و الاستبداد. 
فهل سيخلفه احد من بعده ام لن يعود هناك افلام ولا مؤلفات لتحسين صورتنا التي اصبحت الان فعلا سيئة بأيدينا .
رحمك الله جاك شاهين ونعزي انفسنا بموتك .

20/7/2017

عدد الزيارات : 2139 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق